ومنهم عبد الكريم بن عودة بن حمد المحيميد الملقب (مطوع اللسيب) كان من ظرفاء الرجال والإخباريين منهم، وكان معروفًا بذلك إلى تدينه الذي جعله يمضي أكثر من خمسين سنة إمامًا وخطيبًا لأهل اللسيب.
وكانت له كلمات تؤثر يرويها الناس كابرا عن كابر أغلبها مسجوع سجعات خفيفة الظل، جميلة الوقع في النفس، بحيث صارت أخباره تحفة المجالس، وفاكهة السُّمَّار.
لذا ألفت عنه كتابا خاصا عنوانه (أخبار مطوع اللسيب) وهو كتاب مطبوع.
وهو إلى ذلك كاتب كثير الكتابة للناس يكتب لهم وصاياهم وأوقافهم وتعاقداتهم، ويصلح بين المتخاصمين، ويقوم إلى جانب من يصاب بنكبة أو نائبة من نوائب الدهر من أهل اللسيب فيواسيهم ويسعى في مساعدتهم.
وقد بلغت كتاباته من الوثائق ونحوها ما لوجمعت وشرحت لألفت كتابًا قائما بذاته.
ولكن لكوني ألفت كتابًا في ترجمته وأحواله لم أورد هنا كل ذلك مكتفيًا بالإحالة على ذلك الكتاب.
وإنما أذكر هنا أنموذجًا لكتابته في عدة وثائق تتعلق بامرأة ثرية من أسرته: المحيميد اسمها سلمى بنت رشيد المحيميد وهي أكثر من عشر وثائق.
منها هذه المؤرخة في عام ١٣٣٠ هـ، وتتضمن إقرار سليمان المحمد بن سراح بأن في ذمته لسلمي الرشيد المحيميد واحدًا وثمانين وزنة تمر سلم خمسة أريل يحلن في ذي القعدة عام ١٣٣٠ هـ.
والسلم سبق أن شرحته، وأنه شراء الثمرة من التمر والحبوب قبل وقتها بسعر أرخص مما تباع به في أوانها ويلجأ الفلاحون إليه لكونهم يحتاجون إلى النقود ويستفيد