وتتضمن محاسبة بين راشد المرشد وأخيه عبد الله، ولم توضح هذه الوثيقة الاسم الكامل لأخيه ولكن ذكرت وثيقة أخرى أنه عبد الله النصار وبين عمر بن سليم فتحاسبوا فيما بينهم من قبل دينهم فصار الثابت لعمر بن سليم ألف وستمائة حنطة ولقيمي نقي، وهذا مبلغ من الحبوب عظيم إذ الصاع الواحد يعادل ثلاثة كيلات يكون هذا الدين خمسة آلاف ومائة كيلو من القمح.
وبالأكياس المعروفة الآن وهي أكياس الأرز التي يبلغ الواحد منها خمسين كيلو مائة كيس وكيسان.
وهذا المبلغ إذا قورن بضعف الاقتصاد آنذاك وقلة الإنتاج تعجب المرء من كثرته.
مع ذلك ليس كل الدين هو هذا الحب من القمح واللقيمي، إنما معه اثنان وسبعون ريالًا.
وقد أرهنوا لعمر أي جعلوا رهنًا لعمر كل ما تحت أيديهم من زرع وبعير وجريرة والجريرة تقدم ذكرها، ونخل.
ثم ذكرت الوثيقة أنهم بغوا من عمر خرج أي شيئًا من المال أو الطعام أو نحوه لهم، فقال لهم: قوموا الزرع وأنَّقه على النخل أي أحسنوا القيام علي الزرع حتى يكثر الحب فيه فأخذ حقي وعندئذ ائقه على النخل أي أسقط رهني عن النخل، ولا أطالب من ثمرته بشيء، ثم أكد ذلك بقوله: قوموا به، وأكفلوا لي بقوام زرعي، أي أحضروا لي كفيلًا يكفل أن تقوموا قياما حسنًا علي الزرع، قالوا: ما عندنا كفيل.
أقول أنا مؤلف الكتاب: هم صادقون بلا شك إذ من الذي يكفل أكثر من مائة كيس من القمح؟