للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إن هذه الوثيقة وما قبلها تدل على غني هذه الأسرة، فرغم النفقات الكثيرة التي أنفقها عليها ولدها محمد ولم تذكر بالتفصيل، وبعد أن حجت بنفسها وحججت أولادها من نقودها الموجودة لدى ابنها وهي إرثها من أبيها مسعود ومن زوجها سليمان بن مبارك العمري بقيت منها ثمانون ريالًا (فرانسيًا) وهي تعتبر ثروة كبيرة في ذلك الوقت، ويدل سياق الوثيقة على حسن العلاقة بينها وبين ابنها بدليل أنها سمحت له وفوضته بأن يتسلف هذه النقود التي إذا استغلت في المداينة ونحوها كان ريعها جيدًا وبين أن يبقيها عنده أمانة، ولكن المكاتبة التي كتبها الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم وهو صديق خاص لابنها محمد السليمان ربما كان الداعي إليها الاحتياط من إدعاء بعض ورثة الأم إذا ماتت أو حصل لها شيء يصبح معه تصرفها في مالها غير جائز كالهرم فهذه أوضحت الحال، وقطعت الطريق على مثل ذلك.

وهذه وثيقة أخرى تتعلق بثروة امرأة من المسعود هي رقية المسعود وهي أخت لمحمد السليمان العمري من جهة الأم، ولذلك استدانت دينًا كثيرًا من أخيها محمد السليمان وأرهنته بعض أملاكها لأنها ربما كان لها زوج وأولاد لابد من توثيق المال حتى لا يعارضوا فيه.

ومن الأملاك أرهنته صيبتها من أمها من أملاك مسعود يعني والدها أي والد الأم، وصيبتها بمعنى نصيبها أو حصتها، والوثيقة بخط (عيد بن عبد الرحمن الشارخ) وكتابته جيدة واضحة لا تحتاج إلى أن تكتب بحروف الطباعة، ولكن يمكن التعليق على بعض ما جاء فيها وتاريخ كتابتها ١٥ ربيع الأول من عام ١٢٩٧ هـ والشاهد فيها عبد الله بن إبراهيم العمري وهو من أسرة الدائن، ولكنه لم يذكر الانتساب إلى جد الأسرة مبارك العمري، بل بالاسم الشائع لها (العمري) وهذه هي صورة الوثيقة: