فكنا نتدارس الإنكليزية ونحن نمشي إلى حوش له في نفود الشماس وهو الذي يقع بين الخب الذي فيه مدينة بريدة وبين خب الشماس، وكان يعمل فيه في فراغه.
ثم توطدت صداقتنا حتى سافرنا معًا أول سفرة معه وهي أنه في عام ١٣٦٩ هـ دعا اتحاد الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وإيرلندا الذي مقره لندن شخصيات كبيرة في المملكة منهم الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان رئيسًا للهيئة العليا للدعوة الإسلامية التي أتولى أمانتها العامة إضافة إلى وظيفتي الأساسية التي هي الأمين العام للدعوة الإسلامية، كما دعا الاتحاد الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير التعليم العالي، وكان الشيخ عبد العزيز المسند يعمل آنذاك في هذه الوزارة مديرًا لإدارة تطوير التعليم الجامعي فانتدبه الوزير حسن بن عبد الله آل الشيخ ليمثله في حضور مؤتمر اتحاد الطلبة، كما انتدبني الأمير سلطان بن عبد العزيز لتمثيله في الاجتماع وأمر بصرف عشرة آلاف دولار للطلبة أصرفها لهم من الهيئة العليا للدعوة التي يرأسها.
وقلت للشيخ عبد العزيز المسند: إنه ليس من المستحسن أن نزور لندن ثم نعود منها مباشرة إلى بلادنا، والبلاد الاسكندنافية عنا رمية حجر، وأرى أن نزورها لأن لدينا معاملة تتعلق بالمسلمين في الدنمارك، فلعلك تقول ذلك للوزير الشيخ حسن، فقال: إنني لا أضمن موافقته، وربما ذهبت لأحد الموظفين عنده فعرقلها.
فقلت له: أنا أكلم الشيخ حسن هاتفيًا وقد كلمته بالفعل فوافق رحمه الله وجزاه خيرًا على أن يذهب الشيخ عبد العزيز المسند معي إلى الدول الاسكندنافية، وطلب أن أخبره بالمدة التي تحتاجها تلك المهمة في اسكندنافيا فقلت له: إنها عشرة أيام فأمر بتمديد مهمته لعشرة أيام زيادة.
وسافرت بالفعل أنا والشيخ عبد العزيز المسند إلى لندن ثم إلى الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا ومررنا مرورًا سريعًا بألمانيا.