بجوار (باب علي) ودخلتَ الآن في المسجد الحرام، وهناك تجلت الحياة العلمية في الكلية وفي المسجد الحرام، فقد كنا نصلي جميع الفروض فيه، ولا نغادره إلا للكية أو النوم، حتى إن أحد الفضلاء وهو الشيخ حمزة مرزوقي والد الشيخ عبد الرحمن وحسن، الذي تولى الأمانة العامة لمجلس الوزراء فكان يقول: هل أنتم عاكفون؟ أليس لكم أهل؟ لأنه يدخل ويخرج ونحن جالسون.
وقد أنعم الله عليَّ ببركة الوقت فكنت مع دراستي في الكلية أدرس بعد العصر في (مدرسة الآلة الكاتبة وتحسين الخطوط) التي يديرها الشيخ محمد طاهر كردي الذي كتب القرآن بيده رحمه الله.
وبعد المغرب وبعد العشاء أدرس اللغة الإنجليزية في (المدرسة الرحمانية) بالمسعى، ثم الحق بزملائي في الحرم فأحضر دروس غد في الكلية.
وفي هذا الوسط الروحي العلمي النشط أنهيت دراستي في الكلية وتخرجت بامتياز.
العمل الوظيفي:
وذات يوم دعاني زميلنا الأستاذ (عبد الله بن خميس) إلى مشاركته في تصحيح (جريدة البلاد) التي تصدر بمكة ولم أكن أعرف الجرائد وعملها إنما كنت أجيد اللغة العربية والنحو، وذلك بعد انتهاء الدراسة في الكلية، وكنت متزوجًا منذ السنة الأولى في الكلية فأشار عليَّ الأستاذ بن خميس فعملت معه ومعنا الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، والأستاذ عبد الغني قستي والأستاذ عبد الله الداري.
ومكتبنا غرفة تحت الدرج لا تزيد على مترين في متر.
وكان رئيس التحرير عبد الله عريف، يكتب كل يوم تحت عنوان (همسه) فيبعثها لي قبل طبعها لأصححها، وكان يفوضني في التعديل، وساعده الأستاذ