وكان أول من نزل من الأسرة علي عبد الله الشمري في المجمعة أسرة آل التويجري حيث قدم عليه اثنان من أبناء الأسرة ثم بعد ذلك لحقهم أربعة من أبناء عمهم ثم لحقهم البقية من أبناء عمومتهم، ثم رحل الإخوان عبد الله التويجري وأخوه محمد من بلد المجمعة إلى بلد الطرفية، في منطقة السر، وفي ذاك الوقت والشريف حاكم في مكة المكرمة بلغه بأن هناك في نجد رجل يقال الله التويجري، صاحب ثروة ومال، فطمع فيه الشريف وأراد أن يستغل ثروة التويجري، فأرسل إليه رجالا من خدمة العبيد على عشرين جملا، وأمر عليه أن يحملها له من أنواع المال كذا، وكذا، فلما قدموا على التويجري وأخبروه بأمر الشريف عليه لم يخضع لأمره فتخلص منهم بالقوة، ثم ارتحل من طرفية السر بأمواله ومواشيه وقصد القصيم، حيث كان القصيم دار منعة ولا يصلها نفوذ الشريف، وجعل يبحث عن موضع يستوطن فيه صالحا لمواشيه، فنزل بالوادي ما بين بريدة وعنيزة، وكانت البلدان والناس والحركة ذاك الوقت أقل منها الآن، ولكن لم يتفق له المنزل لقربه من البلدتين، فقال: ليس بين حصانين معذر، أو: ما يجمع حصانان بمعذر، وصار هذا المثل مشهورًا، ثم ارتحل وقصد جهة الأسياح شرقي القصيم وكانت ذاك الوقت بورًا لم تعمر، وفي طريقه إليها مر على موضع الطرفية فوجدها أرضًا خصبة ذات فلاة واسعة وواديها يجري ماء، ولكنها مملوكة ملكًا خاصًّا.
مضى حتى أتي موضع الأسياح فنزل فيه وصلح للمواشي، ولكن حصانه لم يصلح له الوطن فقد حصل فيه تغير في باطنيته، فلم يرغب استيطانها بسبب ذلك، فاختار أن يشتري الطرفية من أهلها اليحيا من آل أبي عليان ويعرفون بالكرادي، فباعوها عليه بصاع ونصف مشبوش، أي مخلوط من الذهب والفضة، فسلمهم القيمة، وذهب ليرتحل بأهله إليها، فلما أتى وإذا