ومسجد المشيقح ابتدأ فيه عدد من طلبة العلم ثم التحقوا بالدراسة على المشايخ، ومنهم الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح الذي تدرج في وظائف القضاء حتى صار (نائب رئيس محاكم القصيم).
وكذلك صارت عادة لمشايخ بريدة وقضاتها أن يحضر القاضي بعد صلاة العشاء إلى بيت المشيقح فيقرأ عليه واحد منهم أو أكثر في بعض الكتب ويقرر الشيخ على قراءته أي يشرحها ويستطرد في الإفادة.
وكان عدة من المشايخ يقومون بهذه الجلسة المتكررة أي التي تتكرر في ليلة من الأسبوع ويقدم (المشيقح) القهوة والشاي والحليب الساخن المحلى بالسكر ويدعون بابهم مفتوحًا يدخل منه كل من أراد الاستفادة من الدرس أو التمتع بالقهوة والشاي والحليب.
وقد عهدت الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة يواظب على هذه العادة ويذهب إلى بيت المسجد كل ليلة ثلاثاء، كما كان شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد يفعل ذلك كل ثلاثاء ويطلب مني أن أصحبه إليهم لأنني أكون عنده بالمغرب حتى أصلي العشاء في الجامع فيطلب مني أن أذهب معه إلى المشيقح فنذهب معًا ويفعل كما كان يفعله الشيخ عمر بن سليم إلى أن انقطع ذلك بسبب مشاغل الشيخ، ولأن والدهم توفي في عام ١٣٧٢ هـ وكان المشايخ يشعرون أن لهم حقًّا على الجميع.