كذاب هات الدراهم وإلَّا شكيناك على الأمير ثم شكاه بالفعل فإن دراهمه وهي ألف ريال ولها اعتبار عظيم عند الناس في ذلك الوقت، ربما تساوي مائة ألف ريال في الوقت الحاضر لن يستطيع الحصول عليها.
إضافة إلى كونه سوف يجني على الرجل لأن الأمير سيحبسه، وبذلك يشتهر أمره، ويعتبر مفلسًا، أو على حد تعبيرهم (ينكسر) فلا يجد من يدينه، ولا من يعطيه نقودًا يتاجر بها، وبذلك يقضي على مستقبله وعلى أسرته، ولا تعود نقود ابن مشيقح إليه.
فسلك عبد الله المشيقح هذا المسلك الطيب.
أما الغريب في رفض القفاري وابن شويرخ أخذ الدراهم قبل موعد حلولها فإن ذلك ناشئ عن كونهما يعتقدان أنهما لا يستحقان المال إلَّا بعد أن يحل أجله، لأن الزيادة فيه هي في مقابل التأجيل.
وهذا صحيح في كون المدين لا يلزمه دفع المال إلا بعد حلول أجله، أما إذا طلب المدين أن يؤدي الدين إلى صاحبه راضيًا مختارًا فإنه لا يوجد ما يمنع من ذلك شرعًا، ولكن الرجلين تركاه تورعًا، إضافة إلى ما يعتقدان في الرجل من أنه سوف يؤدي الدين بعد حلول أجله، وقد فعل.
هذا ويلاحظ أنني لم أذكر اسم الرجل الذي حصلت منه القصة مع أنني أعرفه لكونه اعترف بالتصرف في نقود ابن مشيقح وهي أمانة وإن كان برر ذلك بغير مبرر وهو حاجته الشديدة.
وقد كان عبد الله بن عبد العزيز المشيقح كوالده وكيلًا في المال لعدد من مشاهير البلاد السعودية وأعيانها كالشيخ فوزان السابق في مصر وآل الخريجي في المدينة المنورة، والأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل.