للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المساجد واشتغل بجانب والده في التجارة وحينما بلغ عمره العشرين أخذ في طلب العلم على الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عنه تفسير القرآن وعلم التوحيد والفقه والفرائض والنحو والتاريخ كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ودرس عليه في الصحاح والسنن، وكان مولعًا باستماع القراءة في البيت والمسجد في الكتب الدينية والتاريخ وغيرها طيلة حياته، وعنده قوة ذاكرة واختير إمامًا لمسجدهم الذي كان يدعى مسجد عيسى في غربي مدينة بريدة، وذلك في عام (١٣٤٠ هـ) وبصفتهم الذين أقاموا عمارته مرتين كان يعرف بمسجد الشيخ واستمر في إمامته إحدى وخمسين سنة تقريبًا حتى توفاه الله تعالى، ولما أن كان صوته جهوريًا صدق عليه اسم البلبل المغرد ذلك لما كان حسن الصوت جهوريًا مرتلًا محبرًا فهو وحيد زمانه في علو الصوت ولا سيما ليالي الختم في شهر رمضان فإن المسجد يمتلئ بالمصلين رجالًا ونساءًا ويختصونه لقراءة الكتب الواردة من الملك عبد العزيز في وقت الحروب لتوجيه الشعب وإبلاغه الأوامر الرسمية، فكان صوته يسمع من مسافة بعيدة، وقد تأثر بحب العلم والعلماء وحب الخير وأهله ومناصرة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان يؤيدهم ويساعدهم ويقف في صفهم ويتمتع بالأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة مع أدب واسع رأي، باسم الوجه مقنعًا بحديثه سريع البديهة محترم الشخصية بارًا بوالديه ولاسيما لما أسن والده فإنه يجلس بين يديه متواضعًا متقيدًا بتوجيهاته خاضعًا لأوامره، وكان موفقًا لحل المشاكل وإنهاء الخصومات إذا وجهت إليه، وفيه سياسة حتى أنه يسحر السامع في كلامه، وكان وجيهًا عند الأمراء والحكام والقضاة وترجع الأمة إلى رأيه ومشورته ويستأنسون برأيه ويقربون مجلسه لما يعرفون من نصحه وإخلاصه، وكان إلى ذلك صاحب عبادة وله حظ من قيام الليل ومحسنًا إلى الفقراء والمساكين ويعطف على المستضعفين ويصل رحمه ويؤثر على نفسه في أمر أسرته مما جعلهم يميلون إليه ويقدرونه ويحترمونه ويربي أبناء الأسرة ويأمرهم بالصلاة