الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد القضاء في بريدة كان قد عين عبد الله بن صالح الضبيعي نائبًا وهو المحتسب الذي من عمله أن يلاحظ الذين لا يصلون في المسجد فيأمرهم بالصلاة فيه.
ومرة رأى عددًا من أبناء المشيقح في الموطأ غرب بريدة، وكانت آنذاك فضاء خاليًا من الينبان، ليس فيه إلَّا بعض أشجار الأثل في حواشيه، فأمرهم بالصلاة، فلم يبالوا به فأراد أن يضربهم بعصاه فأخذوا عصاه منه وضربوه فيما يقال، وقيل: إنهم لم يضربوه وإنما كسروا العصا فقط.
فذهب يشكوهم إلى الشيخ عبد الله بن حميد الذي طلب من أمير بريدة آنذاك عبد الله الفيصل أن يسجنهم وهذا أمر لا يستطيع الإقدام عليه أحد غير الشيخ ابن حميد لما للمشيقح من مكانة ومنزلة عند الحكومة وعند أكثر الناس.
فحبسهم الأمير ويقال: إنه ضرب كل واحد منهم بعصا أو أكثر ثم أطلقهم.
وقد أثلج هذا قلوب بعض الناس الذين لم يكونوا يعجبهم مظهر الاستعلاء من بعض أبناء المشيقح الأغرار.
ومن الطرائف التي يعتقد بها العوام من أهل بريدة أن المشيقح ما (تنحت) بقرهم.
ومعنى - تنحت بالبناء للمجهول - لا تصاب بالعين ويعتقد العوام أن البقرة الحلوب تصاب بالعين أكثر من غيرها، وذلك لمحبة الناس للبن وحرمان أكثرهم منه لكونهم لا يستطيعون أن يشتروا البقرة التي على وشك الولادة، أو اللبون بمعنى ذات اللبن الكثير لذلك تجدهم - كما يقول العوام - يشتاقون كثيرًا للبن، ولذلك يصيبونها بأعينهم.