وكان رحمه الله عالمًا عابدًا ورعًا متعففًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، وفي السنوات الأخيرة ص ار كبار الطلبة والآمرين بالمعروف والناهون عن المنكر يرجعون إليه في الملمات والنوائب ويستعينون به، فكان خير معين لهم وخير مدافع عنهم حتى كبر وضعف رحمه الله.
وكان رحمه الله يلهج بذكر مشايخه ويدعو لهم ويخص الشيخ عمر بن سليم حتى إن من حوله في المسجد ليسمع دعاءه لشيخه الشيخ عمر في كل يوم صباحًا ومساء، وكان يقول إن للشيخ عمر عليّ فضلًا كبيرًا فبسببه وصلت إلى ما وصلت إليه، وله في هذا قصة نسوقها مختصرة، وهي أن والده صالح المطوع كان من تجار الإبل، ولم يكن له معرفة بالعلم وأهله أو تقدير لذلك.
وكان قد طلق والدة الشيخ محمد، وبقي الشيخ محمد عند والدته فلم يلتفت إليه والده بشيء ووالده من تجار الإبل الذين يسافرون بالإبل إلى الشام ومصر، وذات يوم بعد أن كبر الشيخ محمد استدعاه أبوه وأمره بأن يسافر معه للشام ومصر مع الإبل فما استطاع الشيخ محمد الامتناع، وذهب مع والده مرغمًا علي ذلك وسافر، فلما انقطع عن الدرس ولم يكن ذلك من عادته استنكر الشيخ عمر عدم حضوره للدرس فسأل عنه فقيل استصحبه والده للشام.
فقام الشيخ عمر على الفور إلى الأمير عبد الله بن جلوي أمير القصيم آنذاك، فأخبره بالأمر وطلب منه إعادته، وقال للأمير إن والده قد تركه كل هذه المدة بدون نفقة أو رعاية، ولما اتجه إلى العلم أراد أن يستفيد منه في تجارته ويضيع مستقبله في العلم.