نعظ الفقير القادر على الكسب، وننكر عليه إخلاده إلى البطالة، وليس معنى هذا أن يصرف النظر عنه، ويحرم من الإعانة في كل حال، بل له حق في أن يعجل له بإسعاف وقتي؛ كأن يسعى له في عمل يستدر به قوته، أو يقرضه من يثق بذمته، أو يمنحه من يهمه أمره مالاً على أن يستعمله في نحو تجارة أو صناعة، ويتخلص به من معرة البطالة.
أما الفقير العاجز عن الكسب، فمعالجة حالته من ناحية الفقير نفسه أولاً، ومن ناحية ذوي الإحسان ثانياً.
معالجتها من ناحية الفقير: باحتفاظه على آداب هي: أن يقنع بما يصله من المحسنين متى سد حاجته، ولا يتطوح به الطمع إلى أن يجعل من احتياجه مورداً لرزق واسع، ومن هذه الآداب: أن يتورع بالصبر ما استطاع، ولا يبادر إلى السؤال يلوكه بين يدي كل من يلاقيه.
قال - عليه الصلاة والسلام -: "ليس المسكين هذا الطواف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان"، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال:"الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن الناس له، فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس".