في مكان قصر بريدة الذي هدم مع الأسف في السنين الأخيرة وصار مكانه الآن ميدانا وحوانيت، فقتلوا حارس بابه ودخلوا على الدريبي في القصر.
وهنا تختلف الروايات الشعبية لأن هذه القصة دخلت في الأدب الشعبي وصارت من المأثورات الشعبية فالذي سمعته من الأشياخ الثقات، ومنهم والدي أنهم أمسكوا بالدريبي وقتلوه حال دخولهم قصره لأنهم يعرفون ذلك.
وقصره هذا غير بيته، ولكنه كان يبيت فيه لأن فيه حراسة وفيه فرس له أصيل أعده ليهرب عليه عند الحاجة.
وبذلك استولى حجيلان بن حمد على الإمارة.
وبعض الرواة الشعبيين يقولون: إن راشد الدريبي كان واسع الحيلة، ولذلك كان أعد في مكان نومه المعتاد رحا من طبقتين وغطاها بفراش له حتى يظن من يراه أنه موجود فيها فيضربه بينما يكون هو قد اختفى، وأن حجيلان بن حمد ضرب هذه الرحا التي هي من الحجر يظنها (الدريبي) فقطع الرحا نصفين بسيف له مشهور سمي من ذلك الوقت (رحيان) لأنه قطع الرحا.
ولا يزال السيف معروفا حتى كتابة هذه السطور باسم رحيان، ويقال: إنه موجود الآن عند (النصار) من آل بني عليان.
قالوا: أما راشد الدريبي فإنه أفلت من المهاجمين وغادر القصر على حصانه الأصيل وقصد بعض الأعراب الذين كانوا بعيدين عن نفوذ حجيلان، بل وعن نفوذ آل سعود، وأنه تزوج منهم وله ذرية.
ولكن الملك أو لنقل الإمارة وهي بالملك أشبه قد ضاع منه.
وظني أن ذلك كله من تأليف العامة لأنه لم يرد الراشد الدريبي ذكر بعد ذلك، والمعروف من طبعه أنه لو كان حيا لكانت له محاولة، أو محاولات للعودة إلى الحكم.