ترانا ما حنا رايحين لعشاء معزومين عليه، حنا رايحين لحرب وموت، اللي يبي السلامة يتركنا هالحين قبل ما ناصل الدريبي، واللي يبي الحكم ولا يبي السلامة يروح معنا.
قالوا: فاشمأز أناس منهم من قوله: اللي ما يبي السلامة يروح معنا وقالوا: يا حجيلان: السلامة ما تنعاف، حنا نبي السلامة، فسموا (السلامة) من ذلك الوقت.
وقد أنكر بعض أسرة السلامة هذه الرواية، وذكر لي أن اسمهم السلامة قديم كان قبل هجوم حجيلان، والذين معهم في تلك الليلة، وسوف يأتي حديث عن شيء من ذلك في رسم (السلامة) في حرف السين - إن شاء الله تعالى.
ثم مروا على مسجد (الصوير)، وكان فيه نعش ينقل عليه الموتى، وكان الصوير آنذاك واسعًا مزدهرًا.
فأخذوا النعش من المسجد ووضعوا فوقه جذع نخلة اختاروه في طول الرجل وضخامته ووضعوا فوقه عباءة أحدهم، وترابعوه أي حمله أربعة منهم كل واحد ممسك بركن من أركان النعش الأربعة كما يفعل في حمل الميت.
ووصلوا إلى باب سور بريدة، وهم يحوقلون ويهمهمون بالدعاء مثل الله يرحمه الله يغفر له، فسألهم البواب قائلًا: من أنتم؟ فقالوا: من أهل الصوير مات فلان أبو الفلان، وكان رجل بهذا الاسم كبير السن مريضًا معروفًا، وجبناه نبي نصلي عليه بجامع بريدة، وكانت العادة عندهم أن يصلي على جنازات ذوي الأقدار في جامع بريدة.
قالوا: فأطل البواب من فتحة في الباب يريد أن يتأكد مما ذكروه لكونه لم يتأكد من ذلك بسبب الظلام فعاجله أحدهم بسكين حادة وقتله.
ثم دخلوا من باب السور، وقصدوا مكانًا محصنًا يبيت فيه راشد الدريبي