وتقول الأسطورة: إن كلامها ظل في نفس حجيلان حتى تولى الإمارة فتزوج بتلك المرأة مناقضة لكلامها عليه.
ونعود إلى الرواية الجادة التي تقول: إن حجيلان بن حمد أخواله التواجر، وأن كبار آل أبي عليان من الحسن الذي أرادو القيام وبالتعبير العصري الثورة على راشد الدريبي وأجمعوا على أن أكثر المفضلين كفاءة لتلك المهمة هو حجيلان.
فذهب أناس منهم إلى حجيلان في الطرفية فأخبروه سرًّا بأنهم اختاروه لهذه المهمة فأجابهم بالقبول، وطلب أن يحضر إليه في الطرفية مقاتلون منهم حتى يسير بهم إلى بريدة للهجوم على الدريبي.
قالوا: فجاءوا إليه بالفعل وسار بهم في أول ليلة ليس فيها نجوم - كما تقول العامة - فساروا في أول الليل حتى الفجر ولكنهم كمنوا طول النهار، حتى استأنفوا المسير نهارا، فلما وصلوا إلى قرب النقيب طلب منهم حجيلان أن يجلسوا عند قارة هناك، وخاطبهم قائلًا: أنتم يا بني عليان، إعرفوا إننا رايحين الراشد الدريبي ولا عنده لنا إن كان حنا ما قدرنا عليه إلَّا الذبح، وأخذ الأموال، ويمكن أنه يذبح حتى عيالكم، فالذي عنده تردد أو خايف على حلاله أو عياله يتركنا من هالحين، ماهوب إلى وصلنا الدريبي تخالفت أرياه (آراؤه) بمعني تردد في الإقدام على هذا العمل.
فقال أناس منهم يقال لهم (الصاعين): حنا لنا عيال وأملاك ولا نقدر نخاطر بها، سلام عليكم، فانصرفوا عنه وعمن معه، ومن ثم سميت تلك القارة (قارة الصاعين) ولا تزال تسمى بذلك حتى الآن، وهي واقعة إلى الشرق من النقيب.
قالوا: فسار حجيلان بمن معه حتى أشرفوا على الصوير وهو أحد خبوب بريدة الشرقية فطلب ممن معه أن يجلسوا، وكرر عليهم ما كان قال من قبل، وزاد قائلًا: