في ذاكرتي بطريقة عفوية، ولم أكن أعلم آنذاك أنني سوف أعني بهذه الأمور واحتاج إلى تدوين تلك الأخبار.
ذكروا في سبب تولي حجيلان بن حمد الإمارة وانتزاعها من راشد بن حمود الدريبي ذلك الرجل الصلب، بل العنيد الشجاع القوي الإرادة، أن (آل أبي عليان) من فرع الحسن ضاقوا ذرعًا بتصرفات راشد الدريبي بعد أن كان أخذ الإمارة واستنجد ضدهم بأناس من خارج بريدة كآل عريعر أهل الأحساء، فاجتمعوا خفية في إحدى الليالي ليتشاوروا فيمن يكلون إليه رئاستهم في هذا الأمر، ثم يتولي الإمارة بعد أن ينحي الدريبي عنها.
فأجمع رأيهم على أن أفضل رجل يقوم بذلك هو حجيلان بن حمد.
وكان حجيلان مقيما مع أمه في الطرفية قيل: إنه كان عاملًا عند (التواجر) أهل الطرفية، وقيل: بل إن أمه كانت من التواجر، وذلك أن أباه حمد بن عبد الله بن حسن كان من كبار المعارضين لراشد الدريبي ومن المنازعين له على إمارة بريدة.
وكان ممن تضايقوا من أعمال الدريبي فترك بريدة ونزل في الطرفية وتزوج بامرأة من أهلها: أسرة (التويجري) فولدت له حجيلان.
وعلى الكلام الأول أوردت الحكايات الشعبية أن حجيلان بن حمد كان عاملًا عند التواجر، ولم يكن يملك شيئا فرأى مرة فتاة جميلة شابة من أسرة التويجري الذين كان يعمل عندهم قد مشطت رأسها بورد وتزينت بزينة الحضور زواج أو نحوه، فقال لها ححيلان وهو شاب: ما أجمل رأسك، يا فلانة، أو ما أجملك يا فلانة.
فنظرت إليه بإزدراء، وقالت: ها الزينة ماهيب لك - يا العامل - تريد أنها لن ترضى بمثله زوجًا لها.