يذكرون في العادة إلَّا سنة تولي أميرها الحكم، وفي بعض الأحيان كما في حالة حجيلان بن حمد لم يذكروا حتى تاريخ ولايته ما عدا ما سبق.
ولذلك لابد من الرجوع إلى الإخباريين - بكسر الهمزة نسبة إلى الإخبار، بمعنى الإعلام، فأولئك الإخباريون تكون في جعبتهم أحيانًا أخبار أو تفاصيل عن أخبار مذكورة في كتب التاريخ.
ومع الأسف الشديد فإن أولئك الإخباريين وأخبارهم هم مادة ناضبة، لأنهم يموتون، ولا يخلفون مثلهم، وإن كان الميل إلى الأخبار مستمرًا، وحملها أمر في طبيعة البشر، إلَّا أن الأواخر لا يستطيعون نقل كل ما كان يقوله الأوائل نقلًا شفهيًّا، كما أن بعضهم يلبس - في العادة - الأخبار التي يرويها لباسًا مشوقًا لتكون جذابة أو مقبولة من السمع أو الفكر.
وأمر مهم آخر وهو الطامة العظمى بالنسبة إلى هذا الموضوع وهو وسائل النشر كالإذاعة التي وجدت أخيرًا فقد استهلكت الأجزاء المهمة من أوقات الناس، وشغلتهم عن الاشتغال بالأخبار القديمة، سواء أكان ذلك إخبارًا أم استخبارًا.
وشيء آخر هو أن الجيل القديم كانت لديه فرصة لاستماع الأخبار والأسمار من الآباء والأمهات، بل والأجداد والجدات، ولكن ذلك ذهب الآن بسبب شمول التعليم وانشغال الناشئة بأمور الدراسة التي يحتاجون خلالها إلى ما يسليهم، ويخفف عنهم من التذكر والبحث عما يدرسونه، وذلك موجود في الإذاعات والتلفازات وبخاصة تلك القنوات الفضائية المتنوعة.
وفي حالة تولي حجيلان بن حمد الإمارة وكيف كان ذلك كنا نسمع ونحن صغار كيفيته، وكان والدي رحمه الله وهو إخباري مجيد أهم مصدر في هذا الأمر، وكنت اسمعه وأنا صغير ليس لي اهتمام خاص بهذه الأمور، يذاكر بعض الشيوخ الكبار عن كيفية حصول هذا الأمر وأمثاله فأستفيد وأختزن ذلك