اشتهر الشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل فوالده هو مقبل بن علي المقبل أخو الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل بزهده وورعه، ولذلك انتفع أناس كثير من أهل البكيرية بعلمه، بل إن جيلًا كاملًا من طلبة العلم فيها الذين صاروا مشايخ وقضاة تخرجوا بعد أن درسوا عليه.
وما زال كذلك حتى توفي الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها من القصيم في شهر ذي الحجة من عام ١٣٦٢ هـ فطلب أهل بريدة من الملك عبد العزيز آل سعود أن يوليه عليهم قاضيًا، وكان الناس في نجد آنذاك يبحثون عن القاضي الورع النزيه الذي لا يتطرق إليه الشك فيما يتعلق بحفظ حقوق الناس، وعدم الميل مع أحد دون أحد، وذلك متوفر في الشيخ الزاهد محمد بن مقبل.
فأرسل الملك عبد العزيز برقية إلى الشيخ محمد بن مقبل يعينه فيها في قضاء بريدة خلفًا للشيخ عمر بن سليم، ولكنه كتب إلى الملك عبد العزيز إجابة على ذلك بأنه لا يصلح لقضاء القصيم، وقال للملك عبد العزيز في تلك البرقية من بين ما قاله: لقد ذكرت لك أنني لا أصلح للقضاء المذكور فإن كنتُ صادقًا فقد عوفيت منه، وإن كنت كاذبًا لم يجز لك أن تولي الكاذب.
وهنا عرف الملك عبد العزيز عدم رغبته في القضاء، فأخبر أهل بريدة وقال: إذا أردتم أن تحاولوا إقناعه بأنفسكم فهذا إليكم.
فذهب إليه كبار الجماعة من أهل بريدة على رأسهم فهد بن علي الرشودي وعبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح، ومعهم الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج خطيب الجامع ممثلًا لطلبة العلم وألحوا عليه بأن يقبل وظيفة القاضي عندهم فلم يقبل.
حدثني من حضر مجلسه معهم أن فهد بن علي الرشودي لما ألح علي الشيخ محمد بن مقبل في الرجاء أن يقبل بتولي القضاء في بريدة، وقال له: