على علماء بلده ومن أبرز مشائخه الشيخان محمد بن عمر بن سليم ومحمد بن عبد الله بن سليم وعبد الله بن حسين أبا الخيل، وعبد الله بن مفدي وعبد الله بن سليمان العريني، وعبد الله بن بليهد لازم هؤلاء العلماء ليله ونهاره، بجد ومثابرة فكان يدخل من خب المنسي كل صباح ومساء وكان مشائخه معجبين بفرط ذكائه ونبله ويقولون سيكون لهذا الفتى شأن وبينه وبين آل سليم مصاهرة وكان مكبا على المطالعة محبًا لأهل الخير ويتطلع إلى معالي الأخلاق ومحاسن الأعمال حتى صار مثالًا فيهما مع استقامة في دينه.
وكان مع ذلك آية في الزهد والورع والعفة وعزة النفس، فإن الملك عبد العزيز رحمه الله كان قد أمر وكيل مالية بريدة أن يصرف له ٨٠٠ صاع بُر وألفي وزنة تمرًا وألف ريال نقدًا أسوة بقضاة القصيم، وكان قاضيًا على البكيرية فكان يردها ولا يقبل منها شيئًا.
استمر في ملازمته لمشائخه في الأصول والفروع والحديث والمصطلح والتفسير وعلوم العربية حتى نبغ في فنون عديدة، وكان من دعاة الخير والهدى والرشد، وعنده غيرة عظيمة متى انتهكت المحارم فيه نخوة وكان وصولًا للرجم مجالسة مجالس علم وبحث متعة للجليس وعنده نكت حسان، ويحب إصلاح ذات البين ما أمكنه، والإحسان إلى الخلق في كتابة وثائقهم وعقود أنكحتهم لوجه الله.
وكان مشغوفًا بكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، وانتفع منهما انتفاعًا كبيرا، وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا إلى الله والدار الآخرة، قليل الخلطة بالناس لا يحب المظهر والشهرة دمث الأخلاق متواضعًا، وكان الملك عبد العزيز إذا زار القصيم ووصل البكيرية يستدعيه الأمير لمواجهة الملك والسلام عليه، فيأبى الحضور فطلبه الملك فأبى الحضور فذهب إلى منزله وطرق الباب فقال لابنه افتح له وقل له إنه نائم وصعد للسطح فنام فقال الملك مقالته المشهورة