وفي عام ٦٣ هـ بمحرم بعد وفاة عمر بن سليم طلبه أهالي بريدة فعينه الملك وامتنع رغم الإلحاح، وأنشد بيت عوف الخزاعي:
إن الثمانين وبُلِّغْتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
وتجرد للعبادة وملازمة المسجد والنفع للخلق إفتاء وتدريسًا وصار الذكر له إلفة لا عن كلفة.
وقد تخرج عليه ثلة من طلبة العلم شغلوا وظائف عالية في الدولة.
إلى أن قال:
وأما أوصافه فكان مربوع القامة قمحي اللون متوسط الشعر والجسم أهدف، له أردان، طلق الوجه قليل الخلطة دمث الأخلاق لا يحب المظهر والشهرة، حسن الخلق له نكت حسان ولم تزل هذه حاله تتجدد، وكان ينشد حِكم أبي الطيب وأبي تمام ونظم ابن القيم ورقائق أبي العتاهية في مجلسه ومواعظه التي لها وقع في القلوب، وتوالت عليه الأمراض فوافاه الأجل المحتوم في مدينة البكيرية عام ١٣٦٨ هـ.
وفي مرجع آخر أنه في عام ١٣٦٩ هـ فحزن الناس لفقده حزنًا شديدًا وخرج الأهالي كلهم مع جنازته وصلي عليه صلاة الغائب في القصيم، ورثيت له مراثٍ حسنة، ورُثي بمراثٍ عديدة نظمًا ونثرًا وخلَّف أبناءه الثلاثة صالح وعبد الرحمن ومقبل، وكلهم من خيرة عباد الله الصالحين.
فرحمة الله على الشيخ محمد فقد كان عالما وورعًا زاهدًا (١).