ومنهم سليمان بن عليّ المقبل من الرجال ذوي النباهة والفصاحة، والبصيرة في الحديث حتى سماه طلبة العلم (أبو حنيفة) فلحقه هذا اللقب، وبقي يعرف به حتى الآن.
وأصله أنه كان في شبابه يجلس مع عدد من كبار طلبة العلم تلاميذ المشايخ آل سليم مثل الشيخ عبد العزيز العبادي والشيخ عبد الله بن رشيد الفرج فكانوا يتباحثون في المسائل العلمية في غياب شيخهم فيبدي بعضهم وهم من طلبة العلم - المحصلين - رأيه في مسئلة فينبري سليمان المقبل وهو صغير السن ومن الذين يستمعون للدرس فقط، فيبدي رأيه فيسألونه: كيف تبدي رأيك وأنت ما قرأت؟
فيجيبهم: صحيح أنا ما قرأت هذه المسئلة ولكني أقيسها على المسائل التي سبق أن سمعت بها، فيقول الشيخ العبادي رحمه الله:
نعم أنت يا أبو حنيفة، يريد الإمام أبا حنيفة لشهرته بالقياس.
وقد جلست مرارًا مع الشيخ سليمان العلي المقبل وبخاصة بعد أن أسن وزادت سنه على الثمانين وهو حاضر الذهن، فصيح اللسان قوي العارضة، كثير المحفوظ من الآيات والأحاديث، والقصص والأخبار، ولقد انتفعت به من ناحية حفظه لأخبار بعض أهالي بريدة الذين سبق عصرهم عصرنا جزاه الله خيرًا.
فأما حفظه للنصوص الشرعية فإن هذا ليس غريبا عليه مع عدم ملازمته لطلب العلم كما فعل المشايخ لأن والده (عليّ بن مقبل) رحمه الله كان محبًا للمشايخ وطلبة العلم من آل سليم وأتباعهم، وكان يحضر مجالس الذكر، ويذب عن المشايخ.
وعندما حدث الخلاف بين الشيخ ابن جاسر ومن تبعه وبين آل سليم كان عليّ المقبل من المعروفين غير المتهاونين في الذب عن آل سليم وتلامذتهم.