للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأخذه في الله لومة لائم، وثالثهم رجل الدين والبصيرة ويدعى في الفهم والمعرفة بهذا اللقب أبي حنيفة لما لديه من المعرفة والرواية، وهو سليمان بن عليّ بن مقبل لا يزال في نشاطه بالخير والدعوة إلى الله حيًّا مستقيمًا، ونرجو له التوفيق، أما عن عبد العزيز فتقدم ذكر وفاته (١).

وقال الأستاذ ناصر العمري:

عبد الله بن عليّ المقبل من أهل بريدة يعمل في تجارة الطعام وتكلفه إمارة القصيم بتوزيع الصدقة في هجر وقرى القصيم كما تبعثه الإمارة مع غيره في مهمات في بلدان القصيم، وقد كلفته إمارة القصيم بالإشراف علي بناء قصر إمارة قبة في منطقة القصيم، وقام بالإشراف بعد ذلك علي بناء جزء من قصر الإمارة في بريدة عام ١٣٦٤ هـ وهو رجل قوي الجسم قوي الحجة كريم النفس.

كان يقيم في قرية من القرى مدة طويلة، وسكان القرية يعملون في الزراعة، وكان في وقت الصيف ولاحظ أن السلام بين سكان القرية مصافحة وتقبيل وقد ضايقه التقبيل من هؤلاء الكادحين الذين يتصبب العرق من أجسامهم نتيجة التعب في العمل وأراد الخلاص من القبل والتقبيل، ولكن كيف الخلاص من عادة متأصلة في نفوس هؤلاء؟

ولما انتهت الصلاة في المسجد قال للمصلين لا يخرج منكم أحد فانتظروا في المسجد لأنهم يحترمونه وظنوا أنه في حاجة إليهم، فقال في نصيحة لهم: اسمعوا إذا مر أحدكم على مزرعة وفيها شجر بطيخ فياخذ من البطيخ الذي قد صلح للأكل على قدر حاجته بدون زيادة، وإذا مر أحدكم على مزرعة وفيها خضرة صالحة للأكل فليأخذ من الخضرة على قدر حاجته بدون زيادة وإذا مر أحدكم على نخل وفيه ثمرة ناضجة فليأخذ من التمر ما يأكله هو


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٥، ص ٢٨٨ - ٢٨٩.