لقد كنت ذا عقل يزينك في الدنا ... لأخلاقك المثلي ثناء سمعناه
عزفت عن الدنيا إلى الله مقبلًا ... إذا قدم الإنسان خيرًا فعقباه
أينسى فقيد طار في الناس ذكره ... سيبقى مع الأحياء والقبر غطاه
لقد كان محبوبًا وللشمل جامعًا ... عرفنا له فضلًا لذا الناس تنعاه
فقدنا أبًا شيخًا وقورًا نحبه ... فأكرم بشيخ يُعجب الناس مرآه
بكينا عليًّا والقلوب حزينة ... وهل يرجع المحبوب إذ ما بكيناه
فيا رب عبد من عبيدك قادم ... كضيف فأحسن عندك اليوم مثواه
وثبته بالقول السديد فإنه ... ضعيف إذا ما لم يثبته مولاه
وأصلح له ذرية حان نفعها ... لترعي له ذكرًا مجيدًا ألفناه
علينا له حق سيبقى مكانه ... وننشر تاريخًا له قد فهمناه
لقد صان عن قول رديء لسانه ... ولا أبصرت ما حرم الله عيناه
عفيف نقي العرض ما مر ريبة ... ولم تستمع يومًا إلى السوء أذناه
ولا سار في درب دنيء يشينه ... وما اعتاد أن تسعى على الشر رجلاه
سلوا عنه جيرانًا فهل طاب جيرة؟ ... يقولوا لنعم الجار إنا وجدناه
وقد زاحم الأشياخ يطلب علمهم ... فكان له حظ من العلم أعلاه
على وجهه نور العبادة ساطع ... يمثل علما ناله عند ممشاه
وصلى إمامًا أعجب الناس فعله ... فعد من الأفذاذ والفعل زكاه
حريص على المأموم والرفق دأبه ... إذا ما ناي شخص عن الصف أدناه
وظل إمام الحي يحمد سيرة ... إذا ما بدا فالكل بالود حياه
سخي إذا أعطى ففيه جزالة ... وذو الخير عند الله يجزى بحسناه
خدوم إذا الإخوان هموا برحلة ... يرى خدمة الإخوان رفعًا لمعناه
وفي خدمة التعليم أمضى شبابه ... وقد زانه التعليم فضلًا عرفناه
قدير على الأعمال قد نال شهرة ... مهيب ترى كل التلاميذ تخشاه
وقد غادر التعليم والكل شاكر ... وذا الشكر مطلوب لذا قد تحراه
شكور على النعماء يرجو مزيدها ... صبور على الضراء للأجر يجزاه
لقد واجه الأمراض بالصبر والرضا ... فلم يشك ما يؤذيه إذ ما مررناه