للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدأة فذرقت فسلحت شيئًا فيه رجل جرادة فتوقع أن يأتي جراد ويأكل الأشجار والثمار فقال لأهل بلده قفار: كموا من الجراد نخلكم بالليف حتى لا يأكل الجراد الثمر فضحكوا عليه ولم يلفوا على طلع النخل الليف ولكنه وضع الليف على ثمار نخله فجاء سحاب من الجراد بكثرة هائلة فأكل كل ما قدر عليه من الثمر والورق ولم يسلم إلَّا نخله فسموه ليفان وهو من آل عيادة.

وبعد أن بلغ من العمر سنتين انتقل مع أمه وبقية الأسرة إلى القصيم قرب بريدة فسكنوا في قرية تسمى (المريدسية) غرب بريدة وبهذه القرية عرفت نفسي وتعلمت بها يسيرا من القراءة والقراءة والدين، أما الوالد فظل مترددًا بين القصيم والشبيكية.

ثم رأى الوالد رحمه الله أن ينقل العائلة إلى بريدة وأغلب الظن أنه إنما أراد من السكني في بريدة أن يتعلم بها أولاده لأن بريدة كان بها كثير من العلماء والكتاتيب، وفعلا أدخلني أنا والأخ سليمان في أشهر مدرسة في بريدة ألا وهي مدرسة الشيخ صالح الصقعبي رحمه الله ولا أستطيع أن أحدد سني حين انتقلنا إلى بريدة وأدخلت في الكتاب لكن يغلب على ظني أني قد تجاوزت الثامنة من عمري فدرست في مدرسة الصقعبي وعرفت شيئًا لا بأس به من الكتابة والإملاء والقراءة والحساب إلَّا أن الوالد رحمه الله لم تطل به الحياة بعد انتقالنا إلى بريدة حيث توفي بعد سنة من سكني بريدة في عام ١٣٥٣ هـ تقريبًا.

وبعد وفاة الوالد رحمه الله عشت يتيما مع والدتي رحمها الله ومع أخي سليمان الذي كان أكبر مني بما يقرب من أربع سنين ومع أختي لطيفة التي كانت أصغر مني بثلاث سنوات تقريبًا، وبعد أن مضى ما يقرب من مدة غير محددة أصابتنا شدة حاجة مادية فسافرت مع الأخ سليمان إلى الرياض وذلك في عام ١٣٥٤ هـ أو ١٣٥٥ هـ فاشتغلت عند الدكتور مدحَتْ شيخ الأرض وكان حينئذ هو