الطبيب الخاص للملك عبد العزيز رحمهما الله تعالى فبقيت عنده قريب سنتين حتى سافر إلى سوريا وهي بلده في الأصل وكان رحمه الله معجبا بخدمتي وأمانتي، وكان يشتغل بعلاج قصر الملك عبد العزيز فرأى رحمه الله أن يجعلني عند إحدى زوجات الملك مع أولادها كأمانة حتى يرجع من سوريا.
ولكنني رغبت في الدراسة ولم أرجع للطبيب مدحت، فواصلت الدراسة حتى أكملت ثلاث سنوات فكملت السنة الثالثة وكان الدافع للدارسة ذاتيا لم يلزمني أحد في الدراسة، وقد درست وانتظمت بحمدالله في كل هذه الحلقات مدة ليست بالقصيرة، وكان النظام المتبع أو الشرط الواجب لقبول الطالب في الحلقة المتوسطة أن يكون الطالب حافظا للقرآن كله عن ظهر قلب حتى أني لما استأذنت الشيخ عبد الله بن حميد للدخول في حلقته سألني هل حفظت القرآن فذكرت أني لم أكمله فقال: رحمه الله أكمله أولًا ثم يتم قبولك فكررت عليه الطلب وتعهدت له أن أكمله فوافق بعد الإلحاح ووثق بوعدي والحمدلله وفيت بوعدي وأكملته، وكنت ملازمًا بحمد الله لهذه الحلقات في حين أني لم أترك العمل التجاري.
وفي عام ١٣٦٠ هـ سافرت إلى بريدة فتزوجت أول زواج بحصة بنت إبراهيم بن محمد الحسون رحمه الله فأنجبت مني سبعة أكبرهم نورة وزينب والباقون ماتوا صغارًا وهم عيسى ومحمد وعبد الله وخديجة ولطيفة.
وفي عام ١٣٦٢ هـ اشتغلت موظفًا في الشرطة كاتبا مدنيا وبقيت فيها مدة تقرب من سنتين وأشهر ثم تركتها.
وفي هذه الفترة تعرفت على الإخوان الذين ينتسبون للحديث ولا يرون تقليد المذاهب، وكان من أبرزهم الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي الغامدي وكان لي معه جلسات كثيرة وقد تأثرت به حتى كنت أحرص على طلب الدليل على الأحكام ومع ذلك لم أترك المذهب الحنبلي وشاركت في بعض الزيارات