حدثني عبد الله الثويني عن عمله هذا بأنه صار في العهد الأخير يحمل بضائع من المواني السعودية على الخليج كالجبيل والعقير وأكثر البضائع التي يحملها لآل مشيقح منها السكر والقهوة والأرز والقماش من الخام ونحوه يحمل منها على إبله أحمالًا محملة.
قال: وكنا ونحن في ذلك الوقت لا نحسب حسابًا لصغائر الذنوب، إذا اشتهينا شرب الشاي أخذنا بما يشبه ملعقة صغيرة ضيقة من أكياس السكر نأخذ من كل كيس قليلًا نضعه في الشاي الذي يكون معنا قد اشتريناه من الجبيل أو العقير ونشربه.
قال: فذهبت إلى (المشيقح) وهم مجتمعون والدهم عبد العزيز حمود المشيقح وأبناؤه، وقلت للوالد أخاطبه: يا عم، ترانا كنا نسوي كذا من فضلك تحللنا لو كنا نعرف من أمر الحلال والحرام في ذلك الوقت ما نعرفه الآن ما سويناه.
قال: فرد عليَّ الآب قائلا: عساك يا ولدي، بحلٍّ منه ومن غيره! !
كان عبد الله الثويني يحدثني بذلك ويبكي تأثرًا من علاقته بالمشيقح ويذكرهم بالخير.
قال: وكان المشيقح يرسلون معي الجنيهات الذهبية النقدية، إلى الخريجي بالمدينة، فكانوا يعطونني الصرة من الجنيهات في كيس، ولا أعدها ولا أعرف مقدارها، فأسلمها للخريجي في المدينة المنورة وأحضر معي إيصالًا منه أسلمه للمشيقح.
وقال وهو يبكي ويدعو للوجيه عبد العزيز بن حمود المشيقح: مرة أعطوني المشيقح جنيهات ذهبية كثيرة لإيصالها للمدينة، أو قال إلى بلد آخر، فقال أحد أبنائه: يا عبد الله نبي منك استلام إنك تسلمت هالجنيهات اللي عددهن كذا، فاعترضه والده عبد العزيز، وقال: عبد الله ما يحتاج وصل، ذمته أوثق عندنا من الوصل.
وعندما امتد العمر بعبد الله الثويني، وثقل عن الأسفار فتح له دكانًا في السادة قريبًا من بيته.