على الإمارة وهذه هي الأبيات وقائلها هو سليمان الجمل من أهل عنيزة:
ترى البخيت اللي نصوح لجاره ... إلى بدر شيّ والى الكل مستور
انظر مهنا لا بلينا بعاره ... غدار بارحامه وهو مقدم الشور
ولَّمْ نطا طيقه، وحَقَّر خباره ... وأدرك بها نسل المحمد على الدور
أدرك بها ساس الندى والخياره ... يا حيف سيف الهند بدل بصاطور
و(نسل المحمد) هم أمير بريدة والقصيم عبد العزيز بن محمد آل حسن آل أبو عليان وأهله.
ولو أنصف هذا الشاعر لما تفوه بمثل ما تفوه به من كون مهنا الصالح كان عاقًّا لأخواله عندما أخذ الإمارة منهم، بل نستطيع أن نقول: إنها الملك منهم، لأن أخواله المذكورين الذين هم من (آل أبو عليان) أكثر الأسر الحاكمة في نجد قتلًا وقتالًا بينهم حول الإمارة، وقد فعلوا أكثر مما فعله غيرهم كي يحصلوا على الإمارة فكانوا يتقاتلون منذ دهر عليها حتى إنه قتل منهم مرة في جامع بريدة ثمانية رجال.
يتحدث أهالي بريدة أن سليمان القفاري من أهل بريدة كان قد نصح مهنا أبا الخيل عن السعي إلى الإمارة وقال له: يا مهنا خل عنك الإمارة اللي من وراها (بني عليان) خلَّ عيالك ينامون بالساقي آمنين مطمئنين.
وبطبيعة الحال لم يلتفت مهنا إلى نصحه، وتم له ما أراد من الإمارة، ولكن كان ذلك بمثابة حكم بالإعدام على أكثر رجال أسرته لمدة تقارب (٣٥) عامًا فمات مهنا نفسه قتيلًا بيد نفر من (آل أبو عليان) ومات ابنه الأمير حسن حبيسًا مقيدًا في سجن آل رشيد في حائل عام ١٣٢٠ هـ.
ومات ابنه الأمير صالح بن حسن المهنا قتيلًا في عام ١٣٢٤ هـ. كما مات معه أخوه مهنا قتيلًا أيضًا في العام نفسه.