عِزِّي لمن خَلَّنه الشِّقر طوَّاف ... ذاق العنا والجوع باطرافنه
اللي يريد الكيف يزرع بالأطراف ... وإلَّا فيركب فاطره مع مهنا
والشقر في البيت الأول: جمع شقراء، وهي النخلة المعروفة، وطوَّاف: سائل، وذلك أن الفلاحة في تلك العصور لابد فيها من المداينة بأرباح فاحشة للتجار.
والكيف: المال الذي يجلب الكيف والانبساط، والأطراف في أطراف مدينة بريدة وفيها حقول واسعة لزراعة الحبوب كالقمح والشعير جيدة وافرة المحصول.
يقول: إن طلب الثروة هو في الزراعة في أطراف بريدة وفي ركوب الراحلة مع مهنا وقال: فاطره، يعني راحلته، وإلا فالفاطر هي البعير المسنّ.
وأخوال مهنا الصالح أبا الخيل هم من العناقر أهل ثرمداء، وأخوال أمه من بني عليان.
وذلك أن رجلًا من العناقر أهل ثرمداء اسمه مهنا العنقري جاء إلى بريدة فلما أراد أن يتزوج رغب في الزواج بامرأة من آل أبو عليان لأنهم من العناقر أولًا، ولأنهم من أمراء بريدة في عهده، غير أنه لم يستطع أن يتزوج من الأمراء أنفسهم بسبب كونه غريبًا من البلد، وإنما تزوج من (العَبُّود) إحدى الأسر المتفرعة من (آل أبو عليان) فولدت له بنتًا سماها هيلة، فتزوج هذه البنت صالح الحسين أبا الخيل فولدت له مهنا الصالح، وبذلك يكون أخواله من العناقر الذين منهم آل أبو عليان، ويكون أخوال أمه هم من آل أبو عليان بالذات.
ولذلك حينما طمحت نفسه إلى الإمارة وكان أهلها قبله هم من آل أبو عليان قال بعض الناس: إنه أخذها من أخواله، بل لم يكتف بعضهم حتى عَدَّ ذلك عقوقًا منه، ونظم بعضهم شعرًا في هذا الصدد ناسين ومتناسين المثل القديم الحديث (الملك عقيم) وأن آل أبو عليان أنفسهم كانوا يتقاتلون فيما بينهم