للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعود إلينا أو يموت عطشًا أو جوعًا أو يهده التعب، وفي الصباح سوف ندركهـ.

فلما أصبحوا ركبوا خيلهم وجعلوا يبحثون عنه بدون جدوى لأنه كان قد قطع مسافة طويلة في الليل.

ثم كمن في مكان خفي حتى ولى النهار ثم عاود المسير في الليل حتى وصل إلى مكان فيه غير أولئك فأعطاهم أجرة ركوبه.

ولم يستطع أولئك أن يأخذوا منه شيئًا، وسار المثل بفعلته تلك عند العامة فقالوا (راح روحة مهنا) وبعضهم يلفظ لفظًا صريحًا بقوله: (بولة مهنا).

إننا نعرف تاريخ وفاته ضبطًا لأنه توفي وهو أمير، ولكونه توفي قتيلًا، ولكننا لا نعرف تاريخ ولادته إلا من تقدير عمره حين وفاته، وقد أجمع من لهم معرفة به، ومنهم حفيده وسميُّه مهنا بن عبد الرحمن المهنا على أن عمره حين قتل يزيد على الثمانين.

وعلى هذا يكون مولده في نحو عام ١٢١٠ هـ.

وبعضهم ذكر أنه يزيد سنة أو سنتين على وجه التقدير.

ومثلما دخلت سيرة مهنا الصالح في الأمثال والمأثورات الشعبية دخلت

في الشعر العامي، فقال أحدهم:

قبلك غزينا مع مهنا ... يوم المغازي والإنكاف

والمغازي - كما هو معروف - الذهاب إلى القتال، والإنكاف الرجوع من الغزو إلى الأهل.

يشير هذا الشاعر إلى أنه مجرب، متمرس بالصعاب.

وقال آخر، وهو ابن فلَّاج من قصيدة: