ودليل آخر وهو أن خطه رديء جدًّا، ولو كان قد تعلم لدى العلماء لكانت قراءته للكتب تفيده في الخط عن طريق تقليد الحروف كما كانت تفيده في الإملاء.
وسوف نورد في آخر هذا الفصل نماذج من خطه.
كما أننا لا نحفظ احتكاكًا بينه وبين أي عالم من العلماء كما حدث بين ابنه حسن المهنا، وبين الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.
ومع ذلك وقفنا على أوراق تثبت أنه كان وَقَّافًا عند الأحكام الشرعية، في المبايعات والخصومات وأنه كان يتعامل فيها كما يتعامل سائر الناس.
وظني أن الرجل كما عرفنا من سيرته كان من دهاة الرجال، ومن حسن حظه أن كان قاضي بريدة في وقت إمارته شخصًا عالمًا عاملًا عارفًا بالأمور القضائية مجربًا فيها، فكان مهنا الصالح ينفذ ما يأمر به الشرع الشريف وما يصدر عن القاضي من أحكام.
وهذه صفة اتصف بها حكام بريدة كلهم سواء منهم من حكم من أسرة آل أبي عليان أو من أسرة المهنا بعده.
أي كونهم يقفون عند أحكام الشرع الشريف ويعظمون القضاة، وقد أشرت إلى أمثلة على ذلك عرضًا في هذا الكتاب.
أما ما يتعلق بالأمير مهنا الصالح من ذلك فإن الرسالة التي سنورد صورتها قد تدل على شيء من ذلك وهي موجهه من الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كبير علماء آل الشيخ في وقته وفيها يقول يخاطب الشيخ محمد بن عمر بن سليم الذي هو تلميذ له ومن أكبر علماء القصيم:
ولا تذخرون النصيحة لـ (مهنا) وأمثاله من جماعتكم حذروهم بأس الله، وعقوبته لمن يعرض عن ذكره وهو القرآن، وذاكروهم بالتوحيد والكتب التي فيها الانتصار للحق، وقمع الباطل، وبيان ضلال من ضل عن الهدى،