للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك الأحداث التي شارك فيها (١).

وقالت النشرة:

ومن المشهور أن مهنا كان من كبار التجار قبل ولايته الإمارة، والظاهر أن أصل ثروته تكونت في البداية إما في أواخر حياة والده، أو من إرثه من والده الذي علمنا سابقًا حجم ما كان يملكه من أموال طائلة، (وحسب ما عندنا من وثائق فإن من أقدم السندات التي سجل فيها دين لمهنا كان في محرم سنة ١٢٥٩ هـ، وكان عوض ٥٢ غازي (عملة عثمانية في ذلك الزمن) كذلك فإن من أقدم الممتلكات التي اشتراها كان نصف مزرعة تقع في إحدى القرى الجنوبية لبريدة، وقد تم ذلك في ربيع الأول سنة ١٢٦٠ هـ، وكانت بقيمة مائتين وخمسين فرانسي دفعها نقدًا، وكتب اسمه في السند: مهنا بن صالح آل حسين، بينما صار بعد ذلك يكتفي بـ (مهنا الصالح) فقط، ولعل هذا يؤكد أن المشتري كان في بداية حياته العملية، فشهرته لدى الناس ما زالت غير واسعة، فاقتضى أن يربط اسمه بشهرة والده المعروف صالح الحسين.

ولقد قام مهنا بتنمية أمواله حتى صار يمتلك ثروة ضخمة جدًّا، حيث قام بالتجارة بنفسه، فرحل إلى خارج الجزيرة العربية في الشام والعراق، كما دفع أمواله إلى بعض الناس على سبيل المضاربات التجارية، كما وظف جزءًا من ماله في قروض على شكل ديون.

على أن أهم العوامل في زيادة ثروته كونه تولى تجهيز حملة حجاج العراق لسنوات غير قليلة، فمن خلال وصف الرواة لتلك الحملة يتبين قدراته المالية في تجهيزها ثم فيما يكسبه من أرباح بعد انتهائها، فقد قيل إن عدد الإبل التي حملت الحجاج في قوافله عام ١٢٦٥ هـ وصل إلى خمسين ألف بعير،


(١) هذا فيه خلط وغلط يتضح مما أوضحناه عن زواج صالح الحسين بأم مهنا الصالح.