وبينما بلغ عدد الحرس فيها إلى عشرين ألف رجل (١)، وقد حددت مسؤولية مهنا بجانب توفير هذه الإبل - تأمين أيضًا الخيام والأثاث والهوادج والمواد الغذائية والطهي والحراسة وخاوات القبائل، ولدينا سند سجل فيه دين لمهنا على أحد الناس جاءت فيه عبارة (عقب ركبة مهنا في ثامن شوال ١٢٧٢) ربما أنها تعني ذهابه لحمل الحجاج، ولقد استمر يحمل هؤلاء الحجاج إلى أن نافسه متعب بن رشيد، فوقع بينهما خلاف أوشك أن يفضي إلى قتال في حدود سنة ١٢٧٥ هـ، فتدخل أحمد بن عبد الله الرواف، وأصلح بين الجانبين، ومن يومها ترك مهنا حمل الحجاج.
والناظر في وثائق مهنا يراه أقرض أموالًا كثيرة بديون على كثير من الناس سواء في بريدة وقراها ومدن القصيم الأخرى، أو خارج القصيم كالزلفي، كما أقرض رجالًا من زعماء البادية، بل يلاحظ أنه كان أحيانًا يقرض قروضًا حسنة بدون دين.
ومن الملفت للنظر شراؤه الكثير من الأملاك والمزارع، والشيء الذي نحب التنبيه عليه أن أكثر تلك القروض التي أقرضها للناس وكذلك الممتلكات التي اشتراها كانت قبل سنة ١٢٨٠ هـ، أي قبل ولايته الإمارة.
ولقد برز مهنا بين جماعته أهل بريدة، فصار من أعيانها، بل صار شخصية معروفة عند أهل القصيم قبل أن يشتهر أمره في نقل حجاج العراق، بدليل أنه في عام ١٢٦٥ هـ لما حصلت ثورة أهل القصيم (في بريدة وعنيزة) بزعامة عبد العزيز آل محمد آل أبي عليان، قدم الإمام فيصل بن تركي إلى القصيم لإخمادها، اتصل به مهنا بصفته مندوبًا لأهل القصيم، وتفاوض معه في الصلح، فقبل منه الإمام واشترط أن يقدموا السمع والطاعة، ويدخلوا في
(١) هذه أرقام يصعب تصديقها، والأقرب أن أصل الإبل خمسمائة أوصلتها المبالغة إلى خمسين ألفًا، وأن الرجال العاملين معه مائتان جعلتهما المبالغة عشرين ألف رجل.