ولا شك في أنهم لم يغفلوا عن ذلك وإن كان مهنا الصالح حذرًا وقويًّا إلى درجة لا يستطاع معها إسقاطه أو إبعاده عن الحكم بسهولة.
بدأ ذلك بالعزم الشفهي من (آل أبي عليان) الذين كانوا فروا إلى عنيزة وبقوا فيها، وقد كتب بعض الذين كانوا موجودين منهم في بريدة إليهم بما يشبه الشفرة أو الكلام المعمى عن قصدهم.
فذهبوا إلى كاتب معروف في بريدة بسرعة استجابته لمن يطلب منه أن يكتب له رسالة، وذلك من باب الشهامة والمساعدة وهو (علي بن عبد العزيز آل سالم) من أسرة السالم الكبيرة قديمة السكني في بريدة، وسبق ذكره في حرف السين فأملوا عليه كتابًا فيه معميات منها قولهم: ترى الجمل العور - الأعور - عازب بالبر يقصدون بذلك حسن بن مهنا الصالح الذي كانت قد ذهبت عينه في بعض المعارك الحربية، وقولهم: والحمار الشهري يبي يجلب يوم الجمعة، وهو تعمية عن اسم (مهنا) نفسه، ومعنى يجلب يوم الجمعة أي أن قتله سيكون يوم الجمعة.
وهكذا كان فقد اغتنموا فرصة غياب حسن المهنا عن بريدة كما ستأتي قصة غيابه، ورصدوا لمهنا الصالح عند خروجه لصلاة الجمعة فذهب أناس منهم إلى بيت لآل غصن الجرياوي وهم غير الغصن الذين هم من آل سالم كما تقدم، والبيت ملك للهذال من آل مزيد أهل الدعيسة استأجره، الغصن منهم صبرة، ويشرف على وسعة بريدة التي تقع شمالًا من الجامع، فكمنوا فيه وهم مسلحون بالبنادق والذين كمنوا في هذا البيت منهم اثنان أو ثلاثة.
ولما جاء الأمير مهنا الصالح إلى المسجد الجامع ليصلي الجمعة، ومن عادته أن يدخل مع الباب الشمالي الشرقي للمسجد لأن بيته واقع إلى الشمال الشرقي من الجامع وآل في عصرنا إلى (الشويرخ)، ولا أدري ما فعل الله به بعد ذلك إلا أن يكون دخل في ميدان المسجد الجامع بعد توسعته.
فلما صار تحت المنارة التي تقع في الركن الشمالي الشرقي من الجامع،