وذهبا معًا إلى داخل شراع الأمير حسن، ولم يكن بعيدًا من مجلسنا في الصحراء قال: أما نحن فقد عرفنا أنه جاء لأمر مهم لأن الفرس التي تحته كانت عندما وصلنا صفراء ثم انقلبت إلى دهماء بمعنى تغير لونها في رأي العين، فعرفنا أنه كان يجعلها تجري بأقصى سرعتها، لأن الذي جعلها تبدو (دهماء) بمعنى كذات اللون البني هو العرق الذي جللها وتصبب منها.
قال جدي: ثم خرج إلينا الأمير حسن وقال: الأخ محمد يقول: إن ها الأشقياء بني عليان ذبحوا الوالد وأنهم هاالحين محصورين بالقلعة، والجماعة محيطين بهم ولا لهم مطير، لكن ترانا نكيف، اللي معنا يبقى معنا نبي ندخل من شمال الديرة واللي ما هو معنا يقدر يخلينا يروح على هواه.
ومعنى (نكيف) راجعون إلى البلد وتاركين الغزو من قول العامة: انكف فلان إذا رجع من سفر أو غزو.
وقوله اللي معنا هذا هو غاية الإنصاف معناها الذين يؤيدوننا، ولا يؤيدون (آل أبو عليان) يبقون معنا والذي له رأي آخر يذهب مع جهة أخرى.
يريد بذلك أننا لا نجبر أحدًا على أن يكون معنا، وقد فعل هذا احتياطًا مما قد يتبع مقتل والده من مواجهة أو حرب، وقد تبين أنه لا يوجد شيء من ذلك.
قال جدي: وقد جامل كثير من الناس فدخلوا مع حسن المهنا، وإن كانوا لا يؤيدونه، أما بعضهم فإنهم انفصلوا عنه ودخلوا من جهة غرب المدينة إلى الشرق من (المطا).
قال: وعندما وصلنا إلى بريدة بعد المغرب كان كل شيء قد انتهى، وبقيت جثث القتلى من آل أبو عليان الذين كانوا في البرج ملقاة على الأرض حتى صبح الغد.
أقول أنا مؤلف الكتاب: بلغني من غير والدي أن محمد بن سليمان العمري جد الشيخ صالح العمري أول مدير للتعليم في القصيم طلب من حسن المهنا أن يغسلهم هو ويصلي عليهم ففعل ذلك، وكان الناس ومنهم أقارب لهم