النار في طرفه فسرت النار فيه حتى وصلت الصفيحة تحت البرج فانفجرت وانهدم ورموهم بالرصاص وقضوا على أكثرهم، ولم يفلت منهم إلَّا من اختفى في الظلام وهم ثلاثة أو أربعة هربوا من حيث جاءوا إلى عنيزة.
وتقول الروايات الشعبية: إنه لم يسلم منهم إلا واحد متدين كان يقرأ القرآن ويورد على نفسه أي يدعو فسهل الله له خشبة في البرج لم تسقط فتعلق بها ثم وصل إلى الأرض سالمًا وهرب.
وبهذا انتهت خطة مقتله من دون أن يتحقق شيء مما أرادوه إلَّا موت الأمير مهنا ولكنهم لم يحصلوا على طائل فيما يتعلق بعودة الحكم إليهم.
أما غياب حسن بن مهنا الذي أشاروا إليه فإنه كان في غزوة معهم فيها جدي عبد الرحمن بن عبد الكريم العبودي، وكان من عادة الذين يقومون بمثل هذه الغزوة التي تكون كبيرة وعدد أفرادها كثير وتكون بإمرة أمير البلد أو من يقرب منه في المكانة أن لا يذهبوا من البلد دفعة واحدة، بل يظهرون أول الأمر ثقلهم ويبقون غير بعيد منه حتى يتلاحق الغزو ويكتمل.
حدثني والدي عن جدي، قال: كنا غازين مع حسن المهنا وقد نزلنا في الخسف، وينطقون بها بإسكان الخاء وفتح السين، جمع خسف وهو الغائر من الأرض يكون سببه انخفاض أو ما يسمى بالانكسار في الأرض ويكون ذلك قديمًا في العادة أو يكون سببه ما تسمية العامة (مضراب نجم) أي موضع وقوع نيزك من السماء.
قال جدي: بينما كنا بعد العصر جالسين مع حسن المهنا ومع كبار الغزو إذا بأخيه محمد المهنا قد أقبل على فرسه التي كان قد (لزها) أي حملها على أن تجري بأقصى ما تستطيع، فنزل من الفرس مسرعًا ووقف على أخيه الأمير حسن، فبادره حسن بقوله: عسى ما شر؟