أقول: ذكر ابن عبيِّد في تاريخه النجم اللامع شيئًا لم يفصله غيره يدل على أن آل أبو عليان قتلة مهنا الصالح كانوا اتفقوا مع زامل بن سليم أمير عنيزة على أن يناصرهم إذا قتلوا مهنا، ولكنه لم يفعل.
قال ابن عبيِّد:
وكانت عشيرة آل أبو عليان قد تواعدوا وتعاهدوا مع زامل العبد الله بن سليم أمير عنيزة وضمن لهم أنه حينما يبلغه الخبر أنهم قتلوا مهنا فإنه يمدهم بالرجال من أهل عنيزة ويمشي معهم إلى بريدة رئيسًا لهم، فلما قتلوه أرسلوا إليه معتوقًا لهم يدعى زيد فأركبوه فرسًا واستحثوه بالعجلة حتى يخبر زامل فيقوم بما يجب عليه ثم إن جماعة أهل عنيزة وذوي الحل والعقد منهم حينما بلغهم ذلك الخبر استدعوا أميرهم زامل وهم مجتمعين في قهوة محمد بن فوزان فسألوه عن جلية الخبر وأعطاهم الخبر الصدق على وضعه من أنه عاهد آل أبو عليان أن يمدهم إذا قتلوا مهنا، وكان العهد هذا منفردًا به دون إطلاع رؤساء جماعته ففتوا في عضده وانفوه وقالوا ليس هذا رأيك برأي رشيد، وليس لنا فائدة من قتال آل مهنا وآل أبو عليان فلو قتل رجل واحد من أهل عنيزة لكان يعدل عندنا كثير من أهل بريدة فغلبوه على أمره وقالوا له: إن كان تحب أن تمدهم فبنفسك وخدمك وعبيدك وأما أهل عنيزة فلن نسمح أن يخرج منهم ولا شخص واحد، وكان يعلم أن ليس له شوكة بدون مناصرة جماعته له فعدل عن رأيه قانعًا مسلمًا (١). انتهى.
ولا أعرف صحة ما ذكره، وإنما كنا سمعنا من أشياخنا أن آل أبو عليان كانوا يؤملون أن يكون أهل بريدة، وقسم منهم معهم إذا قتلوا مهنا الصالح، وبخاصة من كان من بني آل أبو عليان، باقيًا في بريدة، والله أعلم.