للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسين آل أبي الخيل، من عنزة أمير الإمام فيصل على بريدة.

وكان رسول أهل القصيم إلى الإمام فيصل بن تركي لما خرجوا عن طاعته وطلبوا الصلح، فلما قدم رسولًا من أهل القصيم انتظم على يده الصلح وما زال يتودد إلى الإمام حتى كتب معه أنهم يدفعون الزكاة ويركبون معه غزاة ويدخلون في السمع والطاعة والجماعة، فرجع مهنا إليهم بذلك وكان شجاعًا مقدامًا وتاجرًا كبيرًا من كبار التجار، ولما أراد الإمارة أشار عليه أحبابه وذوو الرأي أن لا يتآمر لعلمهم أن يحدث نزاع بينه وبين آل أبي عليان، بل يكون من زعماء البلد فإنه أرفع لشأنه وأحسن لمستقبله لأن الرأس مستهدف للآفات، فلم يصغ وصمم على مراده.

فأما شجاعته فكانت الأمة تضرب الأمثال بإتعابه للخيل إذا ركبها فإذا ما استهزلوا دابة قالوا هذه قد ركبها مهنا، وله معاملة في التجارة للفلاحين، فكان يقول لوكيله لا تعامل من يكون أقوى منا فقال له الوكيل مرة ومن أقوى من الأمير؟ فأجاب قائلًا: أقوى منه الفقير إذا إدعى العسرة فإنه يجب إنظاره، وكان يعطي أهل الشرق عشرهم اثني عشر ويعطي أهل الغرب عشرهم أحد عشرة فاشتكى إليه الشرقيون قائلين ما بالنا نغلب في المعاملة فهل يساوي بيننا، قال: لا يستوي من إذا دخل المدينة فالشمس في وجهه وإذا خرج فكذلك في وجهه يشير إلى أن الفلاح يدخل من أول النهار ويخرج من آخره ويلاقي الغربيون معاناة الشمس عكس الشرقيين فإنها إذا لوحت وجوههم تقمع أبصارهم وتسود ألوانهم.

ولما مات خلف من البنين أربعة مشهورين وهؤلاء الأمير حسن ومحمد وصالح وعبد الله (١). انتهى.


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ١، ص ٢١٧ - ٢١٨.