الحاكم الثاني من أسرة (المهنا) حسن بن مهنا تولى الإمارة بعد والده، ومنصبه منصب حاكم لا أعلى منه نفوذًا في ذلك الوقت في المنطقة النجدية، الآن آل سعود قد انشغلوا في التحارب ما بين عبد الله بن فيصل ومعه طائفة من آل سعود مثل الإمام عبد الرحمن والد الملك عبد العزيز، وبين أخيه سعود الفيصل ومعه طائفة من آل سعود، وكل واحد منهما معه بعض الأعراب وأهل البوادي، ولكنهم أي الأعراب في ذلك الوقت يسيرون أمورهم وفق ما يرون فيه مصلحتهم الحاضرة، لذلك قد يبدلون ولاءهم في بعض الأحيان كما هو معروف عنهم.
وابن رشيد والموجود في الحكم آنذاك هو محمد بن عبد الله بن رشيد لم يتمدد حكمه ولا اتسع نفوذه إلى أبعد من حائل وقراها.
وإذًا حسن المهنا قد استولى على القصيم الذي هو أخصب أقاليم نجد وأكثرها ثمارًا وغلات.
حتى إن حسن المهنا عندما بنى قصر بريدة الشهير كان أكبر قصر وأكثره منازل فيما نعرفه من القصور في ذلك الوقت في نجد بني فيه صوبة ضخمة واسعة، وهي مخزن التمر الكبير.
وقد أسمى الناس تلك الصوبة (مقيمة) لأن التمر يبقى فيها إلى سنة أو نحوها أي إلى أن تدرك ثمرة النخل الجديدة.
وذلك أن قصر حسن المهنا تجبى إليه صدقات أي زكوات الثمار من جميع البلدان التي تتبع بريدة من المذنب والعمار جنوبًا حتى القوارة شمالًا، ومن الشماسية والربيعية والنبقية شرقًا حتى صبيح والنبهانية غربًا، سواء