أكانت زكوات التمر أو الحبوب، ويمكن القول بأن زكوات جميع القصيم تجيء إليه ما عدا مدينة عنيزة وما يتبعها من قرى صغيرة قليلة المحصول.
ونعود إلى ذكر تولي حسن الأمر وأنه يصلح أن يعبر عنه بأنه تولى الملك فنقول: إن أرض القصيم التي كانت تحت حكم حسن المهنا هي أكثر سعة إلى عشرين أو ثلاثين ضعفًا من أرض البحرين التي هي مملكة الآن، وحاكمها ملك.
كما أن موارد القصيم في ذلك الوقت أكثر وأثمن من موارد البحرين في ذلك الوقت أيضًا.
كان حسن المهنا أكبر أولاد مهنا، وكان والده يرسله في المغازي وأمثالها كما في قصة مهنا أن ابنه (حسن المهنا) كان على رأس غزو قد غادر بريدة ولم يبعد عنها، وكان في ذلك الغزو معه جدي عبد الرحمن العبودي.
وقد حاول بعض الناس أن يغمطه حقه فيقول: إنه ليس عنده تدبير، وإنه بسبب تدبيره حصلت على أهل القصيم مقتلة المليدا عام ١٣٠٨ هـ.
وذلك أن حسن المهنا ومعه أهل القصيم ومنهم أهل عنيزة وأميرهم زامل السليم كانوا متقابلين قبل الوقعة، هم في الخبوب، قرب البصر وقرب البكيرية وهي مواقع جيدة جدا للقوة التي يملكونها وهي الرَّجَّالة والرماة فعددهم كبير وفيهم رماة معروفون.
ثم إنهم يدافعون عن بلادهم.
وأما ابن رشيد فإن قوته الحقيقية هي في الخيالة، وهم الفرسان أي المحاربون الذين على الخيول، لان قبيلة شمر أهل بادية يعتنون بالخيل وبالفروسية، والخيل لا تستطيع أن تطرد أي أن تسبق من تطلبه أو يطلبها في الموقع الذي فيه أهل القصيم وهو الرمل لأن قوائمها تغوص في الرمل.