ويلاحظ أن الكاتب والقاضي لم يذكرا صفة الإمارة عند ذكر حسن بن مهنا بل كتبا اسمه واسم أبيه مجردين مثلما فعلا باسم الباحوث، فلم يقل أحد منهما: الأمير حسن بن مهنا، وذلك أنه كالبائع في نظر الشرع الشريف لا فرق بينهما.
وهذه هي الديمقراطية في التسجيل التي يتشدق بها المفتونون بالغرب، مع أن هذه المكاتبة جرت في وقت إمارته، بل في قوة إمارته التي استمرت ست عشرة سنة من عام ١٢٩٢ هـ حتى عام ١٣٠٨ هـ. حيث انتهت بهزيمة أهل القصيم وانتصار محمد بن رشيد في وقعة المليدا.
ومن تديّن حسن المهنا الواضح أنه كان قد وقع خلاف بينه وبين الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم وهو رجل قوي الشخصية، قوي الشكيمة، وكان ذلك الخلاف مستحكمًا إلى درجة ألَّا يطيق الأمير حسن المهنا ذكر الشيخ ابن سليم، وقد نتج عنه أن انتقل الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم من بريدة إلى عنيزة مغاضبًا لأمير بريدة وبقي فيها فترة.
وكان الشيخ سليمان بن مقبل آنذاك هو قاضي بريدة ولكنه استعفى أميرها وجماعتها من القضاء فلم يعفوه فخرج إلى مكة حاجًّا وكتب إليهم كتابًا مع الحجاج يقول فيه: إنه سيجاور في مكة المكرمة، ويأمل أن يقضي بقية حياته في مكة.
لذا أيسوا من عودته فعقد حسن المهنا مجلسًا لكبار جماعة أهل بريدة حضره المهتمون بهذا الأمر من أسرته وبخاصة عمه علي الصالح أبا الخيل وتشاوروا فيمن يولى قاضيًا في بريدة خلفًا للشيخ سليمان العلي بن مقبل فصاروا يتداولون الأمر حتى قال أحدهم، وكان يذهب إلى العراق وعاش فترة هناك، إنني أعرف عالمًا عراقيًا سوف يعلم أبناءكم العلم ويقضي بينكم وهو من تلاميذ العالم داود بن جرجيس وكان (داود بن جرجيس) هذا مشهورًا بمعاداته للدعوة السلفية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فاحتد حسن