ولذلك كان بعضهم يمدح الشخص الشجاع أو القادر على أخذ أموال الناس وبخاصة إذا كان ذلك في حرب أو نحوها بأنه حصان (يأكل ويوكِّل) أي يأكل ما وقع في يده أو ما حصل عليه من مال بأية طريقة من الطرق ولكنه يعطي غيره منه.
وقد شاهدنا في عصرنا أن بعض الناس يمدحون الرجل الذي يعطي الناس ويساعدهم بالمال، وإن كانوا يعلمون أو يشتبهون أنه يختلس ذلك من الحكومة.
والحاكم الكريم يسمونه كريمًا في ذلك التاريخ ولا يسألون عن مصدر ماله.
وحسن المهنا حاكم منطقة واسعة فيها أوسع مزارع للحبوب وللنخيل من أية منطقة أخرى في نجد، وليس له طموح في أن يضم إليها غيرها، إضافة إلى تدينه وورعه الذي يمنعه من أن يأكل مالًا حرامًا لذلك لم يشتهر بالكرم الذي معناه أن يجزل العطاء للناس.
وقصة الرجل من أهل الشماسية الذي مدح حسن المهنا بقصيدة أنشده إياها بحضور أمير حائل وما يتبعها محمد بن عبد الله بن رشيد معروفة وفيها أن حسن المهنا أعطاه دراهم قليلة مقابل مدحه بالقصيدة، فذكر له ابن رشيد أنه يستحق أكثر من ذلك!
ونص القصيدة، وهذا هو ما حفظته منها، وكان أبو عمر السنيدي قد غارسه إبراهيم بن مهنا أبا الخيل أخو الأمير حسن المهنا على أرض يغرس فيها نخلًا فبلغه أن (أبو عمر) هذا قد أهمل الغرس، ولم يف بالشرط فتوعده إبراهيم، فقال أبو عمر قصيدة عصماء يذكر فيها إبراهيم ويمدح فيها أخاه حسن بن مهنا أمير بريدة ويستعطفه هي:
يا راكب من فوق عجل المصادير ... سمح الدراع إن كان هو بالوطا سار
حرٍ هميم ما بوادي الصعاقير ... لو تنزره بين السما والوطا طار
اسبق من اللي يركبون السحاحير ... واسرع من التيل بابداي الأخبار