الإبل وما عليها من بضائع فلما بلغ الخبر أمير بريدة مهنا الصالح أبا الخيل هاج وأمر بغزو الرس للقبض على الجناة الذين كانوا قد اعتدوا على الحمل، وإن كان مكان المعركة خارجًا عن دائرة حكم أهل القصيم.
وقد اجتمع أهل عنيزة والخبراء للوساطة بين أهل الرس وبريدة في مكان خلف الخبوب الغربية من جهة الغرب وجلسوا فيه ولم يتفقوا، وقد أشرت إلى ذلك في ترجمة (حمد الجاسر) من حرف الجيم.
وقد مات مهنا الصالح وتولى ابنه حسن الإمارة فطلب منه أهل الرس التخاصم عند حاكم الشرع الشريف في بريدة وهو يومذاك الشيخ سليمان بن علي المقبل.
وجلسوا بالفعل عند الشيخ ابن مقبل ومثل الجانب الرسي - أهل الرس - جماعة منهم مذكورة في الصك الذي صدر نتيجة هذه المحاكمة كما حضر مندوب من الإدارة التي كانت موجودة آنذاك في المدينة المنورة لأن المعركة وقعت في منطقة تابعة لها ولذا وجدنا أن لهجة الصك فيها بعض المصطلحات المعروفة في الحجاز ومصر تحت الإدارة التركية.
وقد كتب الصك بإملاء الشيخ سليمان بن علي المقبل الكاتب الشهير الثقة الملقب بالملا وهو (عبد المحسن بن محمد بن سيف) وعليه ثلاثة أختام.
ويدل الصك على تدين حسن المهنا وعدم ميله إلى القوة وشدة الخصام إذ رضي بما قرره الشيخ سليمان بن علي في الموضوع.