وشهد ذلك الذي كان يسمى القلعة قبل أن يبني حسن المهنا هذا القصر تحصن طائفة من بني عليان في أحد أبراجه بعد أن قتلوا مهنا الصالح أبا الخيل عام ١٢٩٢ هـ وتحصنوا في أحد أبراجه عندما نفر لمقاتلتهم طائفة من آل أبا الخيل، ومعهم أناس من أهل بريدة.
ولم يستطع المحاصرون الوصول إليهم إلَّا غرة حيث تسلل أحدهم إلى ما تحت ذلك البرج تحت غطاء من الرصاص من الذين كانوا يحاصرون البرج وقتل من كان فيه إلا واحدًا من آل أبو عليان من الغانم ظل متشبثًا بخشبة معترضة حتى تمكن من النزول والدخول في غمار الناس ثم لحق بالعائدين ممن نجا من المهاجمين من آل أبو عليان ومن معهم إلى مدينة عنيزة كما سبق ذلك.
وقد قدمت في ترجمة العوني من كان (استادًا) أي معلم بناء أثناء بناء القصر، وأنه اشترك في بنائه عدة معلمين أشهرهم عبد الله العوني والد الشاعر محمد العوني و (الستاد) الشميمري.
والقصر موقعه فريد اختاره حسن المهنا لأنه في أعلى مكان من مدينة بريدة القديمة من الجهة الشرقية التي تفضي إلى الفلاة.
وعندما استولى ابن رشيد وهو محمد بن عبد الله الرشيد على القصيم عقب وقعة المليدا عام ١٣٠٨ هـ لم يحصل في القصر شيء، ولكن عندما تولى الإمارة ابن أخيه الأمير عبد العزيز بن متعب وقام عليه أهل بريدة عام ١٣١٨ هـ وتغلب عليهم في وقعة الصريف، وهي وقعة الطرفية هدم جميع البيوت المحيطة بهذا القصر وهي في كل الجهات ما عدا الجهة الشرقية والشمالية وأمر أهل بريدة بأن يبنوا من طينها (سميطة) للقصر وهي الطين الذي يبني خلف حيطان المبنى من أجل تقويته.
وقد ذكرت شيئًا من أمر هذا القصر التاريخي في (معجم بلاد القصيم).