الزاد، ثم طلبوا الأمان من ابن سعود فأمنهم على دمائهم، فخرجوا وتوجهوا إلى الجبل، واتفق خروجهم في اليوم الذي وصل فيه ابن رشيد ومن معه من العساكر والعربان إلى قصيبا.
وفي يوم الخميس تاسع وعشرين من ربيع الآخر من تلك السنة: التقى ابن سعود وابن رشيد في البكيرية واقتتلوا قتالًا شديدًا، وقتل من الفريقين خلائق كثيرة منهم ماجد بن حمود آل عبيد، وقتل دخنان باشا، وعدد كثير من العسكر، وواجه أهل القصيم جنود ابن رشيد من خَيَّالة شمر وعساكر الترك، فقتلوهم قتلًا ذريعًا وهزموهم، ولم يكن أهل القصيم يعرفون أن الملك عبد العزيز ومن معه قد واجهوا جنود ابن رشيد وانهزموا لأن ابن رشيد ركز في هجومه على الملك عبد العزيز وجنوده، وبعد هزيمة ابن رشيد في البكيرية ارتحل بعد ذلك إلى الشنانة، ونزلها وقطع نخلها، ونزل ابن سعود وأهل القصيم الرس، فلما كان في اليوم الثامن عشر من رجب سار بعضهم إلى بعض واقتتلوا عند قصر ابن عقيل وانهزم ابن رشيد.
وقال الشيخ إبراهيم بن عبيد وصف في معركة البكيرية.
ولما أن نزل ابن رشيد في قصيبا أمر بتجارب المدافع وتهيئتها، فلما أطلقت وسمع لها دوي عظيم وثار قتام الأرض.
إلى أن قال:
ثم إنه زحف يريد بريدة فوافته السرية التي أميرها ابن ضبعان قد طردت من بريدة فعاتب أميره ابن ضبعان، ولما اعتذر ببطئه عنهم وأنه أوشك ومن معه على الخمود من الجوع عذره ووالى الزحف ليهجم من الجهة الغربية على بريدة فنزل القرعاء، فلما علم به ابن سعود وما أبرمه من الكيد كان اذ ذاك في إمارة بريدة صالح الحسن بن مهنا فصيح بالنفير العام وأخلى ابن سعود بريدة وسار بجموعه من أهل الرياض.