للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندما دخل الملك عبد العزيز آل سعود على صالح بن حسن المهنا قبل القبض عليه بقليل لم يكن عند صالح الحسن أحد غيري، وكان صالح الحسن قد اعتاد أن يستقبل الملك عبد العزيز في قصر بريدة كلما أراد.

فلما دخل عليه هش إليه صالح الحسن واحترمه فقال له الملك عبد العزيز: يا صالح الحسن، كيف تنادي بالعشاء وحنا محتاجين يا ربعك يظهر ذلك مظهر المزاح وحنا جماعتك، ولا نذخر شيء عنك، فقال صالح الحسن: يا طويل العمر الحلال واحد، مالنا شيء ولك شيء.

وفي هذه الأثناء كان محمد بن عبد الرحمن أخو الملك عبد العزيز قد دخل إلى القصر ومعه أربعون رجلًا، فاستولى كل عشرة منهم على مقصورة من مقاصيره الأربع، بعد أن قتلوا الرجل الذي في باب القصر عندما أراد ممانعتهم، ثم دخلوا على الملك عبد العزيز في تلك الساعة وهو عند صالح الحسن وأخبروه بالواقع وبأنهم ضبطوا القصر.

فعرف صالح الحسن جلية الأمر وقال للملك عبد العزيز: ماهيب قطايع يا عبد العزيز، ماهيب قطايع يا عبد العزيز.

قال الصقعبي: فرد عليه الملك عبد العزيز قائلًا: الذبح ماهنا ذبح، لا تخاف، ثم أخذ يؤنبه فقال: يا ابن مهنا أنت سلخت البيعة وبايعت الترك تبي توليهم بلاد المسلمين.

ثم قبض عليه وعلى أخيه مهنا بعد ذلك، وأخويه عبد العزيز وعبد الرحمن، أما أخوه الخامس وهو سليمان الحسن فكان مريضًا من إصابة لحقت به في روضة مهنا في المعركة التي انتهت بمقتل عبد العزيز بن متعب بن رشيد، فلما علم بالأمر ركب فرسًا ولحق بجنود الترك الذين في الشيحية، وكذلك فعل عمه عبد الرحمن بن مهنا الصالح.