وبعد أن تم القبض على صالح الحسن المهنا استدعى الملك عبد العزيز كبار جماعة أهل بريدة إلى القصر وكان على رأسهم محمد الشريدة، وفهد الرشودي وأخبرهم بالواقع، ثم نادى بمحمد بن عبد الله أبا الخيل أميرًا على بريدة.
حدثني والدي رحمه الله قال: لم نعلم عن القبض على صالح الحسن إلا بعد أن سمعنا المنبه ينبه في سوق بريدة: اسمعوا، ترى أميركم محمد بن عبد الله المهنا.
وفي هذه السنة أرسلت الدولة العثمانية أحد رجالها الكبار وهو المشير أحمد فيضي باشا الذي اشتهر بشجاعته وحسن سياسته، وشفعته الدولة أيضًا برجل آخر اسمه الفريق صدقي باشا المتصف ببعد النظر وطول الآناءة، جاء الأول بثلاثة طوابير وخمسة مدافع من بغداد، وجاء الثاني من المدينة المنورة بطابورين فالتقوا وعسكروا قرب القصيم ولم يكونوا قصدوا الحرب ولكنهم رغبوا في المفاوضة من أجل السلم، وإنما أرسلت الدولة التركية هذه القوة من جندها لتعزيز جانبها، وكانت قد بعثت إلى ابن سعود بواسطة الشيخ مبارك بن صباح تقول إنها تريد أن تفاوض أباه عبد الرحمن بن فيصل وطلبت أن يوافي والي البصرة إلى الزبير فأجاب الإمام طلب الدولة وسافر إلى الكويت ومنها إلى الزبير وكان قد اتفق بمبارك بن صباح في الكويت فسارا معًا إلى الزبير فاجتمعا هناك بالوالي، وبعد المفاوضات في أمور نجد والقصيم طلب الأتراك أن يكون القصيم على الحياد أي يصير حاجزًا بين ابن سعود وابن رشيد، وأن يكون للدولة فيه مركز عسكري وموضع شوري، ولكن الإمام عبد الرحمن بن فيصل لم يوافق على هذا الأمر غير أنه وافق بعد أن يعرض ذلك على أهل نجد إكرامًا للشيخ مبارك ولم يقبل أهل نجد ذلك البتة بأن يكون القصيم على الحياد، ولا أن يكون للدولة فيه حامية قطعًا.
قال الأمير سعود بن هذلول في تاريخه:
ثم علم الملك عبد العزيز (آل سعود) أن صالح الحسن اتفق مع صدقي باشا الذي كان لا يزال معسكرًا في الشيحية اتفقا على سحب الجنود التركية ويحتلوا بريدة، فسبقهم ابن سعود إلى بريدة وثبت أقدامه فيها فاجتمع ابن سعود برجال