كل شيء قد انتهى وأنه تم الاتفاق مع الملك عبد العزيز على ذلك ثم أرسلوا إلى محمد بن عبد الله أبا الخيل بذلك كذلك وأنك آمن على نفسك ومالك وأهلك وكذلك رجالك.
وبهذا انتهى هذا التمرد على الملك عبد العزيز.
وكان أول ما فعله محمد بن شريدة أن أمر المؤذنين في بريدة بأن يصعدوا إلى مآذن المساجد، ولم يكن الوقت وقت صلاة وينادوا بأعلى أصواتهم لأهل الخبوب والقرى الذين لجأوا إلى بريدة وتركوا بساتينهم وفلائحهم ونخيلهم بأن الأمر أمان وكل واحد يجب أن يعود إلى مكانه وفلاحته.
قال عدد من الرواة: إنه من شهامة محمد بن شريدة في ذلك اليوم أنه أخرج تمرًا كثيرًا وطعامًا كثيرًا من ماله فأطعم الخائفين اللاجئين من الخبوب الذين لم تستطع إدارة ابن مهنا أن تطعمهم لعجزها عن ذلك، فكان يطعمهم إلى مدة معينة.
أما الأمير محمد بن عبد الله بن مهنا أبا الخيل فإنه خرج بأهله وماله وعياله من بريدة قاصدًا العراق سالمًا، وكذلك بعض أنصاره.
ومن العراق ذهب إلى حائل وكانت في ذلك الوقت تحت حكم آل رشيد المناوئين للملك عبد العزيز فتزوج هو وأخوه فهد فيها علي بنتين من آل رشيد حكام حايل.
ثم كاتب شريف مكة فقبله لاجئًا عنده بل رحب به، فذهب إلى مكة المكرمة ويقال: إن الشريف لم يكن محيطًا بالأمر إذ قال لمحمد بن عبد الله المهنا: احنا نبغى نكتب لابن سعود يرجع لك قريتك!
وعندما فتح الملك عبد العزيز آل سعود مكة طلب منه محمد بن عبد الله أبا الخيل أن يأذن له بأن يذهب إلى البحرين ويقيم هناك موحيًا بأنه لا يحب أن يبقى تحت حكم الملك عبد العزيز على الحجاز، فلم يأذن له الملك عبد العزيز، بل أمره بالبقاء في الطائف وأن يترك مكة المكرمة فبقي في الطائف حتى مات.