دناءة وغلظة، فليس فيهم محل لمكارم الأخلاق، وليس فيهم موطئ قدم لعلو النفس وعزتها، ذلك لأن معاوية بن أبي سفيان قد سأل قومًا عن تجارتهم فقالوا: بيع الرقيق، فقال: بئس التجارة، ضمان نفس، ومئونة ضرس، وابن الزبير قال مثل قوله، وزاد أنها ملعونة كما سبق ذكره، كما جاء في بهجة المجالس للقرطبي، وربيع الأبرار للزمخشري ونزيد هنا على تلك التجارة الملعونة شيئًا يُعدّ في ذلك الوقت مثل تهريب الخمور، إنه تهريب السجائر من نوع (أبو جمل) كان من عادتهم التي لم ينفكوا عنها، إذ كانوا يهربونه خلسة كما كانت تهرب حبوب البن (القهوة) وقتذاك.
إنني لأحزن لأهالي بريدة، فقد كانوا يريدون أن يتمسكوا بماضٍ مجيد فبحثوا ثم بحثوا، فلما أعياهم البحث لم يجدوا إلا العقيلات ليحتفوا بها، وما دروا أنها وصمة عار عليهم وأية وصمة عار.
على المعنيين بمهرجان بريدة أن يكفوا عن هذه الدناءة، وأن يبحثوا لهم عن ماض يعتزون به، فقد علم القراء الكرام مقالي ووعوه، فكيف يكون للعقيلات وهم تجار رقيق، وقوافل تهريب؟
لقد أصبحت منطقة القصيم تعجُ بالرقيق الأبيض والأسود وبتهريب الممنوعات من جُرّاء قوافل العقيلات.
تحية لمن أبعد العاطفة وقيل الحق.
انتهى.
هذا وقد اشتد النكير على الأستاذ أحمد المهوس لقوله ذلك، فقال لي أكثر من واحد من الإخوة المعنيين بالأمر إنهم بحثوا ذلك معه فتنصل عنه، وذكر أنه ليس الذي كتبه، والله أعلم.