التحقيق الصحفي نشرت صورة له تبين أن عارضه قد وخطه الشيب فقلت: سبحان الله ما أصدق المثل العربي (صغار قوم كبار آخرين) فالرجل كان صغير السن، وإن لم يكن صغير القدر، وقد أصبح في هذه المدة رئيس محكمة.
ثم ترقى في الوظائف عاليًا حتى وصل إلى وظيفة عضو محكمة التمييز في مكة المكرمة، فصادفته في المسجد الحرام وأنا أعمل في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة كما هو معروف لكثرة من النّاس فصار يقص عليَّ بعض ما حصل له، ومن ذلك قوله: إنني لن أنسى لك أنك أنقذتني من ترك الدراسة ومن أزمة نفسية لا أذكر أنني قابلت مثلها قبل ذلك.
ثم قال:
كنا نختبر الاختبار النهائي في المعهد في سنة من السنوات، وبينما كنت أكتب الإجابة دس أحد الطلبة الأشقياء بين أوراقي ورقة لم أعرف بها ثم قال للمراقب الشيخ فلان وهو أحد المدرسين في المعهد: يا شيخ هذا النجيدي يغش.
قال: فأسرع الشيخ يأخذ مني ورقة الإجابة ويقيمني من مكاني فوق المقعد ويقول، وهو يرفع صوته ليسمع باقي الطلبة الذين في الغرفة، هذا غشاش، لابد من أن يحرم من الاختبار.
قال: ولم أستطع أن أتصرف تجاه هذا الظلم الذي لحق بي وعزمت في نفسي أن أترك الدراسة في المعهد وغيره، إلَّا أنك جئت تتفقد سير الاختبار كعادتك فرأيتني واقفا ممنوعا من الاختبار فسألت الشيخ المدرس عن السبب؟ فقال: هو غشاش وجدت معه ورقة ينقل منها.
قال: فقلت أنت: هذا أنا أعرفه ما يغش، ولاهوب من أهل الغش، هذا طالب مجتهد لا حاجة له بأن يغش، أرجعه إلى مكانه في المقعد وأكمل الاختبار.