تعرف أني أحب طلب العلم ولكن لم يمكني ذلك بنفسي، وإبني كماتري صغير، وقد عزمت على أن أبذل جهدي لكي يتعلم ويصبح من العلماء.
قال: وأنت تعلم صحبتي لوالدك، وأنت غالي علي، فأرجو أن تساعدني بقبوله في المعهد مع أنّه صغير لا آمن عليه حتى من الطلاب الأكبر منه سنًّا أن يشاغبوه ولكنني أعرف أنّه عندك كأنه عندي.
وقد شعرت بسعادة غامرة عندما قال لي ذلك فهذه الأسرة الكريمة (النجيدي) فيها أناس أصدقاء لوالدي وهي أسرة محبوبة.
فقلت له: إنني رأيته معك قبل أيام وهو صغير، ولكن أنتم صلحاء ولله الحمد والعوام يقولون: صلاح الأباء يدرك الأبناء، فاحضره غدًا إلى المعهد.
وعندما حضر رأيته بالفعل صغير السن، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك عائقًا دون الرغبة الكريمة من والده في أن يتعلم ويصبح من العلماء، فقلت له: أبرك الساعات، والحقناه بالقسم التمهيدي والدراسة فيه سنتان إذا نجح الطالب فيهما التحق بالأولى الثانوية من المعهد.
وعاد يوصيني به لصغره وحرصه على حفظ وقته للتعلم، فقلت له: ثق أنني أعتبره بمثابة ابني، وأطمئن إلى أنّه عندي كأنه عندك، فشكر ذلك واغرورقت عيناه بالدموع.
والتحق (صالح النجيدي) الصغير بالقسم التمهيدي ونجح فيه ثم بالمعهد العلمي وصار ينجح في كل سنة لم يتخلف سنة واحدة ثم بعد النجاح من المعهد التحق بكلية الشريعة في الرياض.
وبعد تخرجه عُيِّن في سلك القضاء لاجتهاده وحسن سيرته فحمدت سيرته في القضاء وتدرج في وظائف عديدة حتى وصل إلى رئيس محكمة الدمام أو الخبر، وإذا بي أقرأ تحقيقًا صحفيًا معه يقول: عشرون عامًا في القضاء ومع